كلمات

كل يوم أراني ألتحف التراب ، فأقتني بؤسي كما هي الأشياء صامتة ..

الجمعة، 6 أبريل 2012

أنــا حُــــرَّة- مقال للأديبة بجريدة الراي الكويتية


أنــا حُــــرَّة- مقال للأديبة بجريدة الراي الكويتية

مقال للأديبة بجريدة الراي الكويتية:
أنــا حُــــرَّة..!
حرية المرأة" شعار تغنت به المؤسسات الثقافية ذات التوجه الليبرالي المتطرف دون اعتبار لنمط تفكير المجتمع المسلم وتركيبة المرأة النفسية وطبيعة علاقتها بالرجل.
فما نوع الحرية؟ وما هي حدودها؟ ماهيتها؟ قضية تناولها الأدباء عبر رواياتهم الأدبية في مطلع الستينات من القرن الماضي بشيء من الموضوعية والحياد، وأكثر من كتب في قضايا المرأة وصراعاتها النفسية والاجتماعية الروائي الراحل (إحسان عبد القدوس) إذ تغلغل قلمه إلى نسيج شخصيتها واستقرأ بحذاقة أعماقها وتماهى مع حالاتها وأطوارها ولهذا لقب بكاتب المرأة إذ تصدى في معظم رواياته لمشاكل المرأة وهمومها العاطفية، في مقالي السابق كتبت عن معالجة ذلك الكاتب لمسألة طموح المرأة الذي ينتهي إلى حالة من الفراغ النفسي والفشل الاجتماعي في رواية (ونسيت أني امرأة) وفي هذا السياق أحدثكم عن رواية أخرى لذات الكاتب عنوانها (أنا حرة) والتي تعكس ثقافة جديدة غزت المجتمع المصري أيام الاستعمار الانجليزي والتداعيات الثقافية والفكرية لهذا الاحتلال وكيف قيم الكاتب تجربة فتاة تبنت مبدأ الحرية بمفهومها الخاطئ، فـ (إحسان عبد القدوس) لم يكن متديناً أو محسوباً على تيار إسلامي معين إنما كاتب واقعي رصد المتغيرات السياسية والاجتماعية في المجتمع المصري وإسقاطات حركات التحرير على المرأة المصرية فانتقدها بحيادية مطلقة.
فـ (سميحة) بطلة رواية "أنا حرة" فتاة بسيطة تعيش مع عمتها بعد انفصال والديها في حي شعبي من أحياء القاهرة، كانت سميحة تتردد باستمرار على حي العباسية حيث تقطن الجاليات اليهودية وقد انبهرت بتقاليدهم المتحررة وانفتاحهم الجريء على الغرب والحرية التي تتمتع بها فتياتهم، تأثرت سميحة بثقافتهم فأخذت تتمرد على ضغوط عمتها الصارمة وترفض التقاليد التي ترغم الفتاة على الزواج المبكر ولا تسمح لها أن تدخل الجامعة بل وتفرض عليها ثياباً محتشمة، فكانت تقارن بين حي العباسية حيث الحياة الصاخبة البراقة ومجتمعها البدائي الذي يقمع المرأة ففكرت أن تتحرر من هذه القيود وتتمرد على التقاليد ففعلت كل ما تشتهي من الملذات الممنوعة والمستنكرة عرفياً كارتداء الثياب الشبه عارية ومخالطة الشباب بحرية ورقصت وعربدت كما هن فتيات حي العباسية المتحررات، بينما عمتها تزداد سخطاً وتذمراً واستنكاراً مما دفعها أن تترك عمتها لتلتحق بأبيها، حيث دخلت الجامعة وتخرجت ثم تبوأت منصباً مرموقاً وفسخت خطبتها من الشاب الذي تقدم إليها لأنه غيور قد أرغمها على ترك الوظيفة وبررت رفضها له أنها حرة، لكنها لم تكن سعيدة أبداً، كانت تعيش صراعاً داخلياً مزمناً فما حسبته انتصاراً على التخلف والقيود تحول إلى سجن وعزلة والأسوأ شعورها بالفراغ العاطفي وضميرها الذي يسوطها كلما وضعت رأسها على الوسادة، (أهذه الحرية التي تبحثين عنها يا سميحة!!) وبعد سنوات صادفت (عباس) جارها في الحي القديم، شاب وطني صاحب مبادئ، كافح الاستعمار عن وطنية وإيمان فمنذ لقائهما الأول وهو يوجه مسارها في الاتجاه الصحيح ويحذرها من الدرب الشائك المنزلقة فيه، أحسته صادقاً في مبادئه فهو الوحيد الذي خاطب عقلها واحترم إنسانيتها وكان لها بمثابة جرس الإنذار الذي يفرمل اندفاعها، إلتقته صدفة بعد أن افترقا سنوات، حيث أسس جريدة وطنية ومارس نشاطاً سياسياً ثورياً، وجدت سميحة ذاتها في عباس (الفكر، المبدأ، العقيدة) وفهمت المعنى الحقيقي للحرية فشاركته النضال ضد الاستعمار الانجليزي بعد أن انتمت إليه فكراً وروحاً وقلباً، بعد فترة قبض عليهما البوليس السياسي وألقاهما في السجن، وفي السجن تزوجا هنا أدركت سميحة أن ما ظنته حرية في الماضي لم يكن إلا سراباً، فالحرية الحقيقية أن يكون لك هدف وقضية تكافح من أجلها في الحياة، فبرغم السجن كانت سعيدة جداً ومنسجمة مع ذاتها.
فخلف القضبان نعرف أية حرية نريد؟!!
خولة القزويني

 

الخميس، 5 أبريل 2012

لا يقبر من كانت حبلى عطاياه


لا يقبر من كانت حبلى عطاياه 



في مباراة كواسر آسيا مع نادي الصفا هذا المساء والتي انتهت بالتعادل ، هنا إشارةٌ حمراء ، توقف رجاءً ، إنها تشير في معطايتها الإيجابية إلى أن كواسر آسيا تمتلك قاعدةً شبابيةً لهم في المستقبل القريب شأنٌ ذهبيٌ على منصات التتويج ..

إن للصعاب فضائلٌ ومن أروعها أنكم تملكون كوكبةً من اللاعبين هم خير خلفٍ لخير سلف ، لذا وهجكم الذي نقشتموه على لهيب الإسفلت لن ولن يخمد ..

لا يقبر من كانت حبلى عطاياه ، تنتظر الولادة مع كل ضوء ، ليشرق وجهٌ أطهر من الماء حيث أنتم ..

نشد على قبضاتكم بألواننا التي عانقت خطى المجد فيكم ، نقبل عزمكم ارتجاف هوىً ، يستل عرى الفكر ابتكاراً ، يزرع المستقبل فيكم ..

يا من غرستم في عقولنا ، وأرواحنا لغةً أعطت كل اللغات بريقها حين قلتم قادمون ، كل الجماهير تتغنى من ورائكم ، قادمون ، قادمون ..

الثلاثاء، 3 أبريل 2012

في الموقف يكرم المرء أو يهان


في الموقف يكرم المرء أو يهان 

تجتاح البيئة المحيطة بكواسر مضر ريحا تعصف بشراسة ديدنها نشر الفوضى الكلامية مستغلة الوضع القاسي الذي يعاني منه الكواسر ، حيث وجود إصابات ، غياب البعض لظروف ، ابتعاد البعض لوجهة نظر أو مطالب .. .

لا ينكر أي متابع أنه يوجد مأزق وهذا أمر طبيعي إذا نظرنا إليه بعين واعية مستمدين ذلك مما حولنا من أحداث كروية ، إذا أين تكمن المشكلة المركزية ؟.

في زيارة قام بها " المحشش " صاحبي الذي ملئت قصصه وحكمه نوافذ الأجهزة الإكترونية لي ، لفت نظري لبعض الأمور مما جعلني أبحر في التفكير ، وكلنا يعرف أن هذا " المحشش " يأتي أحيانا بحكم قد لا يأتي بها العقلاء .

سأكتب ما أدلى به ذات يوم ونحن نرتشف القهوة في إحدى شواطئ قديحنا الحبيبة وتحت مظلة الكواسر الممطرة .

يا صاحبي : لا بد لك من الإيمان بقاعدة حياتية تنقذك إن صعبت عليك الظروف وهي : لكل جواد كبوة ، اعلم أنك مهما تقدمت وأبدعت وأنجزت قد يأتي يوم ترجع فيه إلى الوراء ؛ لأن الإنسان وليد الظروف ، ولكي تحافظ على ما وصلت إليه ينبغي لك أن تفعل عنصر الدراسة وتكون مستعدا لكل موقف لتضع العلاج لكل ما يصادفك من معوقات .

هنا تأملت في كلام صاحبي " المحشش " وطبقته على وضعنا ، فتبادر لذهني سؤال أوجهه لإدارة النادي مفاده : كيف نبدأ الدوري وعندنا خلل في الحراسة ، مع احترامي لحراسنا الأفاضل ، وهذا ليس نقصا فيهم وإنما هو الواقع الواضح للعيان .

واصل صاحبي " المحشش " قوله : 

يا صاحبي إن الفتنة هي أقوى أسلوب للقضاء على أي إنجاز ، اجتهد لتكون واعيا ، فطنا بدرجة امتياز حتى تتمكن من الوصول إلى بر الأمان .

هنا توقفت مذهولا لأبحر في وضعنا وما برز في الساحة من أحداث تحتاج إلى التأمل ..

يا ترى ما هي الخفايا وراء قضية اللاعب حسين الخضراوي والحارس هشام غزوي ، إنها قضية أخذت مسافات شاسعة من المد والجزر حتى أصبحت خبزا يقتات عليه البعض ليوجه ضربة قاضية للكواسر تأتي على دفعات ..

إنها سهلة إذا ما وجد الوعي والنية والضمير ، إذا وجد الإحترام يصبح الحل سيد الموقف ، أما إذا كنا من أصحاب الأهواء ، فلن نصل إلى حل وسوف تكون هذه القضية حجر عثرة تقض مضجعنا ، وذلك لوجود من يحب الصيد في الماء العكر .

واصل المحشش قوله : يا صاحبي سأحكي لك قصة ، كان في فلاح ، وكان عنده وزة ، وفي كل يوم يرى تحتها بيضتان من ذهب ، فكر الفلاح سائلا ذاته : ما الذي جعل الوزة تبيض كل يوم بيضتان من ذهب ، وبعد التفكير وصل إلى قرار وهو أن يفتح بطنها ليعرف السبب ، فعلا قام بفتح بطنها فلم يجد شيئا ، ما هي النتيجة ؟ . ، النتيجة أنه خسر الإنتاج 
" بيضتان من ذهب " ، وخسر عنصر الإستمرار .

حقا ، هذا هو الإنسان العملي ، علينا أن نعي هذه الثقافة ونبعد عن أجوائنا كل ما يمنع حصولنا على النتيجة واستمرارها .

دق الهاتف النقال لدى صاحبي " المحشش " فودعني ، وتركني في حيرتي ، هو كذلك في كل مرة يدلي بدلوه ويجعلني ألوذ إلى نفسي كالتائه ، عموما شكرا لك يا صاحبي 
" المحشش " ، فعلا إنك صاحب وفي أروع وأفضل من كثير ممن يسمون بالعقلاء .

أخيرا أقول بكل تواضع : إن تغيير الشكلية يغير من التجربة .

كونوا قلبا واحدا كما عهدناكم ، لا تجعلوا أنصاف العقول يجرونكم إلى حيث لا تحبون ، كونوا فقط كم عهدناكم ، فمعكم ، معكم كل الأوفياء لقديحنا الحبيبة ..