كلمات

كل يوم أراني ألتحف التراب ، فأقتني بؤسي كما هي الأشياء صامتة ..

الثلاثاء، 3 أبريل 2012

في الموقف يكرم المرء أو يهان


في الموقف يكرم المرء أو يهان 

تجتاح البيئة المحيطة بكواسر مضر ريحا تعصف بشراسة ديدنها نشر الفوضى الكلامية مستغلة الوضع القاسي الذي يعاني منه الكواسر ، حيث وجود إصابات ، غياب البعض لظروف ، ابتعاد البعض لوجهة نظر أو مطالب .. .

لا ينكر أي متابع أنه يوجد مأزق وهذا أمر طبيعي إذا نظرنا إليه بعين واعية مستمدين ذلك مما حولنا من أحداث كروية ، إذا أين تكمن المشكلة المركزية ؟.

في زيارة قام بها " المحشش " صاحبي الذي ملئت قصصه وحكمه نوافذ الأجهزة الإكترونية لي ، لفت نظري لبعض الأمور مما جعلني أبحر في التفكير ، وكلنا يعرف أن هذا " المحشش " يأتي أحيانا بحكم قد لا يأتي بها العقلاء .

سأكتب ما أدلى به ذات يوم ونحن نرتشف القهوة في إحدى شواطئ قديحنا الحبيبة وتحت مظلة الكواسر الممطرة .

يا صاحبي : لا بد لك من الإيمان بقاعدة حياتية تنقذك إن صعبت عليك الظروف وهي : لكل جواد كبوة ، اعلم أنك مهما تقدمت وأبدعت وأنجزت قد يأتي يوم ترجع فيه إلى الوراء ؛ لأن الإنسان وليد الظروف ، ولكي تحافظ على ما وصلت إليه ينبغي لك أن تفعل عنصر الدراسة وتكون مستعدا لكل موقف لتضع العلاج لكل ما يصادفك من معوقات .

هنا تأملت في كلام صاحبي " المحشش " وطبقته على وضعنا ، فتبادر لذهني سؤال أوجهه لإدارة النادي مفاده : كيف نبدأ الدوري وعندنا خلل في الحراسة ، مع احترامي لحراسنا الأفاضل ، وهذا ليس نقصا فيهم وإنما هو الواقع الواضح للعيان .

واصل صاحبي " المحشش " قوله : 

يا صاحبي إن الفتنة هي أقوى أسلوب للقضاء على أي إنجاز ، اجتهد لتكون واعيا ، فطنا بدرجة امتياز حتى تتمكن من الوصول إلى بر الأمان .

هنا توقفت مذهولا لأبحر في وضعنا وما برز في الساحة من أحداث تحتاج إلى التأمل ..

يا ترى ما هي الخفايا وراء قضية اللاعب حسين الخضراوي والحارس هشام غزوي ، إنها قضية أخذت مسافات شاسعة من المد والجزر حتى أصبحت خبزا يقتات عليه البعض ليوجه ضربة قاضية للكواسر تأتي على دفعات ..

إنها سهلة إذا ما وجد الوعي والنية والضمير ، إذا وجد الإحترام يصبح الحل سيد الموقف ، أما إذا كنا من أصحاب الأهواء ، فلن نصل إلى حل وسوف تكون هذه القضية حجر عثرة تقض مضجعنا ، وذلك لوجود من يحب الصيد في الماء العكر .

واصل المحشش قوله : يا صاحبي سأحكي لك قصة ، كان في فلاح ، وكان عنده وزة ، وفي كل يوم يرى تحتها بيضتان من ذهب ، فكر الفلاح سائلا ذاته : ما الذي جعل الوزة تبيض كل يوم بيضتان من ذهب ، وبعد التفكير وصل إلى قرار وهو أن يفتح بطنها ليعرف السبب ، فعلا قام بفتح بطنها فلم يجد شيئا ، ما هي النتيجة ؟ . ، النتيجة أنه خسر الإنتاج 
" بيضتان من ذهب " ، وخسر عنصر الإستمرار .

حقا ، هذا هو الإنسان العملي ، علينا أن نعي هذه الثقافة ونبعد عن أجوائنا كل ما يمنع حصولنا على النتيجة واستمرارها .

دق الهاتف النقال لدى صاحبي " المحشش " فودعني ، وتركني في حيرتي ، هو كذلك في كل مرة يدلي بدلوه ويجعلني ألوذ إلى نفسي كالتائه ، عموما شكرا لك يا صاحبي 
" المحشش " ، فعلا إنك صاحب وفي أروع وأفضل من كثير ممن يسمون بالعقلاء .

أخيرا أقول بكل تواضع : إن تغيير الشكلية يغير من التجربة .

كونوا قلبا واحدا كما عهدناكم ، لا تجعلوا أنصاف العقول يجرونكم إلى حيث لا تحبون ، كونوا فقط كم عهدناكم ، فمعكم ، معكم كل الأوفياء لقديحنا الحبيبة .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق