قراءة نقدية
بيني وبينك حكاية
وهم الرجولة
الحلقة الرابعة
ثنائي الحلقة : ساجد | نورا
في هذه الحكاية تقتحم الأديبة عالم الرجل لتتحدث عن
الذات بالنسبة إليه وهي تعيش الوهم تطبيقاً بين صراعات الواقع المختلفة فكان
العنوان ( وهم الرجولة ) .
تبدأ الحكاية بتعريف الفارس الأسطوري ( السوبرمان ) ، بعد ذلك تلمح إلى أن الشاب في بواكير البلوغ يحلم بأن
يكون السوبرمان بين أقرانه .
- فإذا به صورةٌ متكاملةٌ بين الخَلق والخُلق ، فأما الخِلقة فتتجسد
في جسدٍ مفتول العضلات .. ، والأخلاق توليفةٌ تجسد مكوناته النفسية من قوةٍ .. .
* النظرة الدونية :
تتحدث الأديبة في هذه الحكاية عن ( ساجد ) الذي يعاني من حجمه الضئيل وبشرته الملساء ووجهه
الباهت كعقدةٍ نفسيةٍ تنكسر خلالها الأحلام .
- وعندما تتفجر أحلامنا الذكورية وانفتاحنا على عالم المرأة الساحر ،
انكمش بحسرةٍ وأنا أصفق باب الحلم المستبعد عن اهتماماتي .
تكمن العقدة النفسية في الرغبة الفطرية لعناق الأنثى .
- أصدقائي تزوجوا وأنجبوا وعندما أصادفهم في دروب الحياة يحجمون عن
نبش خصوصياتي وكأنهم يسلمون بداهةً أن مخلوقاً ناقصاً مثلي محكومٌ عليه بالوحدة
المؤبدة طالما لا يملك صلاحيات الزواج .
إنه ومن طبيعة الحال خصوصاً في مجتمعاتنا العربية حيث
أن الأنثى تنظر إلى فارس أحلامها ، الفارس الذي يحملها بين ذراعيه لدنيا مكللة
بالحبور ، لذا فإنه يعيش النقص إزاء هذه الثقافة التي إن صح الكلام ، فهي ثقافة
تربينا عليها كرجلٍ وأنثى ننتمي للخارطة العربية .
- فمن هي تلك المرأة التي
تلتفت إلى صبي نكرة هزيل مثلي .
لقد تطرق علماء النفس لهذه القضية أو بالأحرى لهذه
الشخصية بأنها تسعى لا شعورياً إلى الانشغال بشيءٍ ما يملئ هذا الفراغ ، شيء ما
يسد هذا النقص الذي يعيشه .
إنه لمن الجميل أن يكون هذا الشيء يأخذ الجانب الإيجابي
في حياة الإنسان ، وهذا ما نجده عند ( ساجد ) ، فلقد عانق بكله الدراسة ليمضي متعلماً يقطف الأزهار
من حديقة العلم .
- كانت أقصى أمنياتي أن أمضي في دراستي جاهداً ، مثابراً لأحقق نجاحاً
باهراً يسد هذه الفجوة المرهقة في حياتي .
إن الأديبة تنصف الأنثى حين ألمحت إلى وجود نساء لهم
ذاتٌ إنسانيةٌ ، إلى وجود نساء يملكن نظرةً واعيةً يبصرون بها الجمال ، الجمال
الحقيقي .
- هناك نساء مميزات يخاطبن في الرجل عقله ويحترمن إنجازاته حتى لو كان
الغلاف الخارجي هزيلاً وبائساً .
- لو فهمن أن جمالك في عبقريتك الفذة وحكمتك الوافرة لتهالكن من أجل
استمالتك .
* التواصل الاجتماعي :
إن بعض المجتمعات العربية لا تمانع في الاتصال بين
الرجل والمرأة عبر أشكال التواصل الاجتماعي ( الإنترنت ) وبعضها يمانع ذلك وهذا يخضع لطبية البيئة الاجتماعية
لأي مجتمع .
إن التواصل له إيجابياته وسلبياته ، أما في هذه الحكاية
فإنه أخذ المنحى الإيجابي ، ربما أرادت الأديبة أن تشير له من خلال ما كان من
حوارٍ بينهما عبر البريد الالكتروني ، الحوار الذي أدى إلى التفاهم ليكون ثمرته
الزواج .
- بعد أن تواصلنا عبر البريد الالكتروني ، وانغمرنا في اكتشاف ذاتنا
بتعقلٍ قررنا الزواج .
* قضية الإنجاب :
قال تعالى : " المال والبنون زينة الحياة الدنيا " .
إن قضية الإنجاب قد أصبحت تقض مضجع الكثير من الأسر في
مجتمعنا العربي لكونها حالةٌ فطريةٌ تهفو النفس البشرية إليها ، فكم من الأسر قد
انحدرت إلى الهاوية لتسدل الستارة .. ، إلا أن هناك من وقف بوجه النار ليسكب الماء
بقلبٍ مفعمٍ بالحب ، بقلبٍ مفعمٍ بالتضحية ، بقلبٍ متعلقٍ بالله سبحانه وتعالى
إيماناً به ليردد عبر نبضات قلبه كلماتٌ من نورٍ مفادها : إن من خلقك ( الله ) ، فإنه ليس بعاجزٍ أن برزقك الذرية الصالحة .
- ولكنه حقك الطبيعي ، يجب أن ترتبط بامرأةٍ منجبة .
- وتأكدي أن الأولاد لا يربطون الرجل بالمرأة إلا بوثاق المسؤولية
والالتزام ، فالحب وحده هو حبل الود الذي يجمع قلبين ويصهر روحين في كيانٍ واحد .
- أكيد حبيبي ، أنا سعيدة أن أقف وراء نجاحاتك وأساندك بكل ما أملك ،
لن أتردد ولن أدخر جهداً إلا بذلته من أجلك .
استخدمت الأديبة ( الضد ) في الفعل الدرامي عبر الشخصية الأساسية ( ساجد ) ، التي تمثل الإيجابية والشخصية الثانوية ( عبد العزيز ) ، التي تمثل السلبية والذي جاء في نهاية الحكاية لتتضح
الصورة لدى القارئ عندما يقوم بعملية المقارنة الذهنية الإرادية والغير إرادية
لهما .
- شعرت به يغوص في ثيابه من شدة الحرج فانسحاقه أمام زوجته طاغية غمره
بالخجل والضعف ، طأطأ رأسه بخنوع وهو يودعني .
- ذلك الأسد المفترس ما كان إلا قطاً ضعيفاً يموء طاعةً وخضوعاً
لسيدته – عفواً – زوجته .
همسةٌ : " جمال الرجال في عقولهم وعقول النساء في جمالهن " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق