كلمات

كل يوم أراني ألتحف التراب ، فأقتني بؤسي كما هي الأشياء صامتة ..

الأربعاء، 25 يناير 2012

العــذاب


العــذاب

خاتون
عذبي 
ما شئت قلبي 
عذبي 
خاتون
طعمك 
سكراً
أشهى سكر بدمي 
خاتون
جسمك 
أشعاري 
ما زالت كل الأشعار تغازلني 
خاتون 
عذبي 
ماشئت قلبي 
عذبي 
خاتون 
يا خاتون

وأَشتَهِيْكِ



وأَشتَهِيْكِ 

وأَشتَهِيْكِ 
أَشتَهِيْكِ كُلَكِ 
رُغْمَ التَنَصُلِ 
رُغْمَ انْكِسَار المَرَايَا 
والشغَفُ المَعْجُونُ بِذَاتِي جُنُوناً 
يَتَدَحْرَجُ عَبْرَ مَتَاهَاتَكِ الظَمْئَ 
فَاتَعَرِي 
تَعَري مِن كُلِ المَكَانِ والزَمَان 
لِأًتَعَرَى
من ملامح وجهي
لًفحُ عَينَيكِ قُبُلاتُ غِنجٍ 
أُصَلِي فِي مِحرَابِهَا جَسَدٌ يَحتَويكِ 
يَنَامُ عَلى شَرَاسَتِي
هُنَيئَةٍ
لِأُحِسَكِ امتِزَاجُ شَفَتِي 
تَعَرَي 
كَمَ كُنتِ 
وَكَانَ الحُبُ يُشعِلُ فَانُوسَ لَهفَتِنَا 
لِأَضُخَ مَسَامَاتُكِ وَجَعِي 
وأَشتَهِيْكِ 
أَشتَهِيْكِ كُلَكِ
فَأَنتِ 
أَنتِ 
شَظَايَا نِصفُ عَارِيَةٍ

الراقصة



الراقصة
غاليتي 
ترقص طربا عبر الماء 
غاليتي 
تشرق عشقا عبر المـاء 
كوني ... كوني البحر والشطــآن 
كوني ... كوني العشق والأحزان 
ذوبـــــي ... فوق خيوط فراشك آلاف المرات 
وانتفضي ... فأنا مسجون ترابك نبض الكلمات 
غاليتي 
تلفح لهبا في القبلات 
غاليتي 
يغرق جسدي في الأنات

أحبك

أحبك
لكنني رجل لا يقبل الهزيمة

معربد

وصارم

فالحرب مقصلتي

وأنت في دفاتري

سجينة

أميرة

سجانك

أميرك

لا يقبل الهزيمة

تأملات في شعر نزار قباني


تأملات 

( 4 )


أنا لا أطلب عرشاً أو إمارة 
طالما أنت معي 
وجهك العرش .. وعيناك الإمارة 

من طبيعة الإنسان انجذابه إلى السلطة وخصوصاً إذا كان الإيمان بعيدأً كل البعد عن قلبه ومشاعره فإنه يسقط في وحل السلطة .

أنت عندما يتدلى جسدك الرطب بعالم الحس فكل شيئ من الفراغ فيك هو السلطان الحقيقي ، العرش مرصع بالجواهر والألماس على مر التأريخ وهذا ما تكالبت عليه قصور الملوك والأمراء .

إنه العاشق يرى ملامح وجهك ونعومتك هي العرش واللؤلؤتان الغجريتان هما 
الإمارة .

أنت معه ، إذاً أنت الملك

مرصعة بتاج الملوك 
أنت 
جسد ...
أنثوي الطهارة

تأملات في شعر نزار قباني


تأملات 

( 3 )
أعشق يا حبيبتي 
إذاً أنا موجود 

أكتب ياحبيبتي 
فأسترد الزمن المفقود

إنه ربط كينونة وجوده بالعشق كأنه أراد أن يسطر لنا نظرية في الوجود أن أصل الوجود هو الحب مؤيداً برأيه ما قاله الأديب الفرنسي فيكتور هيجو : إن الله هو الحب . 

إن الحياة جميلة تكون بالعشق فإنه كالماء الزلال عبر لهيب من الشمس ... .

نزار الحب عالمه وميض الكتابة حيث أن الحروف هي التي تسترد زمن الكرامة والعزة ، الحضارة والنضارة ... . 

هو في كله يستند ويتزود بالمرأة الملهمة ، المرأة المربية ، العاشقة ، الزوجة ، المجاهدة ، العاملة ، المثقفة ... . 

تأملات في شعر نزار قباني

تأملات 


( 2 )

ليس حبي لك ... تشبيهاً جميلاً 
واستعارة 
إنه أكبر من صوتي 
ومن إيقاع أحلامي 
ومن حجم العبارة 

هي عملية إقصاء للمركزية في الحب حيث يرفض التشبيه الجميل والاستشعار الدافئ في عالم البلاغة سواء ذلك كان في الميدان الأدبي كتابة أو في معايشة على رمال الواقع .

الحب الحقيقي لا يخضع للحس وإنما هو فناء في ذات المعشوق ، هو أكبر من الصوت وما الصوت إلا رسم هندسي يلبس الحب ثوب المكان والزمان فقد قال الأديب الإنجليزي برناردشو : إن اللغة خلقت لتخفي مشاعرنا .

حقاً ، هي أكبر ولكن لا يرشفه إلا من كساه الحب غيبوبة خرافية الألم .

نزار الحب يبحر بعيداً فيرفل جنوناً ولا يكفيه الأحلام لأن الحب الذي يؤمن به حتى عالم الأحلام لا يرويه ولا يشبعه إنه قمت الفناء والانصهار . 

تأملات في شعر نزار قباني

تأملات 


( 1 )

إني خيرتك فاختاري 
ما بين الجنة والنار 

إنه يمنحها كل الحرية واكتمالل الشخصية في عملية الاختيار وفيه يقعدها فوق كرشي مرصع بالذهب .
إن الحياة إما جنة وإما نار قال تعالى " إنا هديناه النجدين إما شاكراً وإما كفورا " .

أنت ..
أنت وحدك 
أميرة 

حروفه العسلية دمعات بأرواق شعره الإنسان .. .
إختاري الحب .. أو اللاحب 
فجبن أن لا تختاري 
لا توجد منطقة وسطى 
ما بين الجنة والنار..

من أجل أن يكون القرار سليماً خالياً من الشوائب والحمضيات النفسية فإنه يتطلب كمية عالية من الفكر والوعي .

تقلدي 
تقلدي أساوراً من الفكر 
ونادي 
إنها الأنثى 

المرأة التي يخاطبها هي الحبلى بالثقافة لذا نجده قد وزضعها عبر تحفة مخملية بينما لا زالت الدول العربية تتناول قضية المرأة بإشمئزاز كأنها عار لا يحق لها الحضور .. .

إذا أبحرنا قليلاً في مجتمعنا العربي نبحث فيه عن جوهرة اسمها المرأة فإننا وللأسف الشديد نراها قابعة كسجينة من سعف بين زخات الظلام الفكري والسياسي و .. .

مكبلة 

مكبلة هي
شهرزاد الكغن 

نزار كما هو 
فم صارخ 
صارخ في وجه أشباه الرجال ولا رجال 

أحلام مستغانمي الكاتبة الجزائرية التي حازت على جائزة نجيب محفوظ للإبداع الأدبي على روايتها ذاكرة الجسد واستمراراً لهذا الإقصاء العربي للمرأة والإبداع فقد نسبوا كتابة الرواية إلى شاعر عراقي تقليلاً لقدرة المرأة على الإبداع .

عند دراسة كتاب ألف ليلة وليلة فإننا نلاحظ المرأة تستطيع أن تبدع , لأنها تمتلك كل مقومات الإبداع .

تمكنت شهرزاد ( الأنثى ) كن كبح جماح الشهوة الثائرة لدى الملك ، الملك شهريار كان يقضي وقته في كل يوم في مضاجعة النساء ثم قتلهم بعد إشباع زفراته الجنسية .

شهرزاد جعلته ضمن غيبوبة من الاستمتاع وسط براعة السرد مما أنساه حواسه فتعطلت فيه معاني الجسد وتفتحت كوردة جورية تلك المعاني البنفسجية الأسلوب الشهرزادي . 

هو أنصفها وأعطاها كل شيء .. .

هم شهروا بوجهه أسلحتهم العقيمة فقالوا مما قالوا : 
أنه قد أخرج المرأة من قمقم وأدخلها قمقم آخر .

وقد جعلوا أنفسهم منظرين حيث قالوا : 
إن نزار قباني ينظر إلى المرأة من خلال الجسد وما وصلت إليه أو ستصلي إليه المرأة من إنحراف فبسببه .

ما ذنبه إذا فهم الرجال أو النساء قصائده وكتاباته بالشكل السلبي ، كل يغني على 
ليلاه .

أي شيء في الحياة عندما ننظر إليه فذلك يتم من خلال فكرنا فهو الذي يصور ما يرى لتكون له لغة مؤثرة بداخلنا وعلى إثره نتفاعل .

إنهم يضعون بنظرتهم القاصرة هذه المصطلحات اللا أخلاقية محاذاة لمظلته الماطرة باللؤلؤ والمرجان .

كوني سيفاً 
جمراً كوني
كوني الحالة والنظرة 
كوني الرفض 

ارمي أوراقك كاملة ..
وسأرضى عن أي قرار

القي أفكارك ، مشاعرك بأجمعها إن القضية مصيرية لا تقبل القسمة على اثنين .
رجل هو ذو حضارية إنسانية تسبح عبر جوانحه وأحلامه شخصية الرجل 
اللااستبدادي المتذوق للأريحية الاجتماعية وما يحيطه من تقبل الطرف الآخر ( الأنثى ) .

فلسفة الرضا تبزغ في استيعاب المفهوم روح سلسلة طاهرة من التصب القبلي الفحولي .

نزار الوطن 
ثقافة 
ثورة أدبية التجلي 

خصلة شعرك الغجري دافئة العناق فصولها نبضات بدفتيه آية سقراطية اليقين .

قولي .. انفعلي .. انفجري 
لا تتقفي مثل المسمار 

امتداد الى استراتيجية الرفض والتحدي ، انجذاب لإثبات الهوية ، إذاً هو لا يقتنع بالصورة الخرساء المنزوعة الألوان .

يريدك مرآة صافية بلا خدوش
زجاجية 
نورها يتأثر ويؤثر

إنه يطالبك بالكلام فإذا لم يؤدي الغاية والهدف فيدعوك إلى الإنفعال فإذا لم يؤدي أيضاً فيأمرك بالقيام بعملية استشهادية لتدمري مملكة التخلف العربي ، إثبات وجودك أغلى من كل شيء .

لا يمكن أن أبقى أبداً
كالقشة تحت الامطار

ينتظر ثورتك رافضاً وقوفة بين الأمطار كالقشة لا حراك لها متبلدة الإحساس ، صير نفسه مدافعاً ، قائداً يصبغ أشعاره بوجع المرأة بكل تفاصيله رغم الأسلاك الكهربائية التي تعذبها .. .

اختاري قدراً بين اثنين 
وما أعنفها أقداري

المسألة بينك وبينه مزيج الروح فلقد وضعك من نفسه موضع الإتحاد فأقدارك أقداره وأقداره أقدارك ، هي عنيفة لأنها ذات لون مرهف حساس ، إن العروبة عقل مفسول بالوحل و قال حين ألم : 

أنا يا صديقة متعب بعروبتي 
فهل العروبة لعنة وعقاب 

مرهفة أنت .. وخائفة 
وطويل جداً .. مشواري 

إن الله سبحانه وتعالى قد كللها بالعاطفة مما يلهمها الحس المرهف ، الخوف نسيج المرأة تعانيه سياط فحولية المنشأ تجلدها كل لحظة .. .
المشوار الذي اختاره صادقًاً ومستعداً لتقديم التضحيات الجسام طويل وهو تفتيت القيود الجاهلية من معصميك وجسدك وكما قيل : إذا كانت الأهداف كبيرة وسامية فإنها يحتاج إلى تضحيات كبيرة وغالية .

To my pet girl


To my pet girl

Whenever a dawn is born throughout the minutes of darkness
Whenever the love is supplying me with elation colors from your lips
My heart flies between the harmonies of music just like the vocal cords
And love filled up myself the springs of prayers
I m the disobedient , however , your palms are the beginning of life 
You are the ink and feelings for the lovers!
You are the tenderness river for orphans
Oh my pet , move around the caravans!
And read my love line by line 
I m a star compared with your sun!
This star has visited a village , a city and palaces
I m between your breasts just like a baby raising his hand to crawl and then crawl and then to and melt 
Oh my angle , draw beauty in the universe
Your peals are still on my chest singing as a bird
You are a panacea for wounds and water for life!




jammal al-nasser

My problem

My problem


My problem is that you are my love , my life
And some of what I drink my mug
Yow are just like sweet smelling perfume
Collect !
The broken glass of my heart !
My problem
Is a sea
Overfull of riddles
And I m in between the drops of the water , teasing the two breasts every evening
My problem
Is that I m in love
Just like the kid
Growing up between the breasts , growing up on laps 






jammal al-nasser

الخميس، 19 يناير 2012

قراءة في كتاب (بيني وبينك حكاية) الحلقة الثانية


قراءة في كتاب (بيني وبينك حكاية)
الحلقة الثانية
زوجي من برج الثور
ثنائي الحلقة: غالية | جليل
إن ظاهر هذه الحكاية أنها تتحدث عن البروج حيث نرى ذلك من خلال العنوان (زوجي من برج الثور)، إلا أننا نكتشف في النهاية أن البروج كانت حاضرةً بشكلٍ فرعي ومن خلالها تقوم الأديبة بفتح الباب أمام الحل للمشكلة.
ترتكز المشكلة في امرأةٍ عاملةٍ تمتلك الشهادات ولها مكانةٌ ثقافيةٌ مرموقةٌ بينما الموقف الأسري يرزح عبر الفراغ العاطفي بين الزوجين.
- لأنها (الخادمة) تحترمني وتخاطبني بأدبٍ من تعجز عنه مثقفةٌ قد زينت حجرتها بالشهادات والدروع وتتكبر على خلق الله بعجرفةٍ سخيفةٍ.
إن قضية عمل المرأة قد أصبح في بعض الأسر سبباً لنشوء المشاكل فيها حسب الظروف المتزامنة لكل أسرة.
المرأة بكل حضورها منذ العصر الجاهلي تقبع في التهميش بكل الاتجاهات وذلك عبر (صناعة الفحل) الذي سيطر بكله على الساحة فنجدها في الجاهلية توأد وبعده كانت تخضع للوأد ولكن بأسلوبٍ آخر هو اتخاذها عنصراً لا وجود له في دائرة الأهمية.
- أنا الرجل وكلمتي هي النافذة.
- ولما لا، ألست زوجتك، وأظنني صاحبة شخصيةٍ وقرارٍ أدرك هذه الأمور وأستوعبها، لست امرأةً من عصر الحريم كي تصادر إرادتي بهذا الشكل.
إن المرأة في الحكاية تطالب بحق الوجود تصريحاً أو ضمنياً وهذا نابعٌ من الخلفية الثقافية والاجتماعية.. لوضع المرأة سابقاً.
- أعتقد أنني سأفعل ذلك دون الحاجة إلى مساعدتك.
- وكان الباعث على ذلك إحساسي بالغبن والإذلال وأنا أقمع بإرادته المتسلطة وقراراته المستبدة.
- فكرامتي كإنسانةٍ تأبى علي الانصياع الأعمى لقراراته دون تفكيرٍ ومحاورةٍ.
تشير الأديبة إلى أن العاطفة لا تموت بين الزوجين إلا أنها تخبو ويصيبها شيءٌ من التبلد في المشاعر نتيجةً لما يكتنف الأسرة من ظروفٍ والتزاماتٍ تعكر صفوها.
- أنت لا تحبني يا جليل، صارت حياتنا أشبه بتحدياتٍ مستمرةٍ.
تلمح الكاتبة إلى قضية وجود الخادمة في المنزل وركزت على ما ترتديه تلك الخادمة من ملابسٍ فإن كانت غير محتشمةٍ فلابد من توجيهها إلى ما هو محتشم إضافةً إلى كونها قد أشعلت فانوس الخطر لوجود الخادمة مما يجعل الزوجة تلتهب لتبحث عن حلٍ يجعلها لا تفقد زوجها (الغيرة الأنثوية)، إن الخطر موجودٌ في علاقة الزوج بالخادمة طالما أن هناك خللٌ في العلاقة الزوجية بين الزوجين.
- اخلعي ملابسك هذه وارتدي اليونيفورم، لا تعجبني هذه الثياب.
- شعرت وأنا واقفةٌ أن الدماء تتجمد في عروقي وأنه قد صفعني صفعةً ساخنةً وإهانةً جارحةً في صميم كرامتي.
- ما هذا الدلال والنعيم الذي تغدقه على خادمةٍ منحطةٍ ؟.
في خاتمة القصة تعطي الأديبة حلاً ناجعاً ويا لروعة هذا الحل، إنه حلٌ منطقي وذو رشفات عاطفية قرمزية..، فالحدث يشعرك كقارئ بأن هناك أشياءٌ يمكن تفعليها لترسم الحياة الزوجية، الأسرية بالبهجة فكان هو كتابة رسالةٍ تحتوي على مشاعرٍ متدفقةٍ لاحتواء الدفء في العلاقة وإشعال الحب من جديدٍ قلبه وقلبها، والجميل هي الرغبة في الكشف عن الأسباب التي ألهبت التلبد في العلاقة للوصول إلى الماء العذب الذي يمنع اللظى يتسرب إليها من جديد.
يقال إن المرأة ذكيةٌ جداً إذا ما أرادت، هنا جاءت المرأة ذكية حين وضعت أحمر الشفاه على الرسالة في قبلةٍ عاشقةٍ.
حقاً، افتح نافذتك يا رجل، لديك امرأةٌ تحبك حد الثمالة.
همسةٌ: " ضعف المرأة له لذةٌ رهيبةٌ في قلب الرجل، فهو ذاته من يرفعه إلى الرفق بها والتلطف معها ".  

قراءة في كتاب (بيني وبينك حكاية)
الحلقة الثالثة
بقلم: جمال الناصر

زوجي من برج الثور
ثنائي الحلقة : غالية | جليل
إن ظاهر هذه الحكاية أنها تتحدث عن البروج حيث نرى ذلك من خلال العنوان (زوجي من برج الثور)، إلا أننا نكتشف في النهاية أن البروج كانت حاضرةً بشكلٍ فرعي ومن خلالها تقوم الأديبة بفتح الباب أمام الحل للمشكلة.
ترتكز المشكلة في امرأةٍ عاملةٍ تمتلك الشهادات ولها مكانةٌ ثقافيةٌ مرموقةٌ بينما الموقف الأسري يرزح عبر الفراغ العاطفي بين الزوجين.
- لأنها (الخادمة) تحترمني وتخاطبني بأدبٍ من تعجز عنه مثقفةٌ قد زينت حجرتها بالشهادات والدروع وتتكبر على خلق الله بعجرفةٍ سخيفةٍ.
إن قضية عمل المرأة قد أصبح في بعض الأسر سبباً لنشوء المشاكل فيها حسب الظروف المتزامنة لكل أسرة.
المرأة بكل حضورها منذ العصر الجاهلي تقبع في التهميش بكل الاتجاهات وذلك عبر (صناعة الفحل) الذي سيطر بكله على الساحة فنجدها في الجاهلية توأد وبعده كانت تخضع للوأد ولكن بأسلوبٍ آخر هو اتخاذها عنصراً لا وجود له في دائرة الأهمية.
- أنا الرجل وكلمتي هي النافذة.
- ولما لا، ألست زوجتك، وأظنني صاحبة شخصيةٍ وقرارٍ أدرك هذه الأمور وأستوعبها، لست امرأةً من عصر الحريم كي تصادر إرادتي بهذا الشكل.
إن المرأة في الحكاية تطالب بحق الوجود تصريحاً أو ضمنياً وهذا نابعٌ من الخلفية الثقافية والاجتماعية.. لوضع المرأة سابقاً.
- أعتقد أنني سأفعل ذلك دون الحاجة إلى مساعدتك.
- وكان الباعث على ذلك إحساسي بالغبن والإذلال وأنا أقمع بإرادته المتسلطة وقراراته المستبدة.
- فكرامتي كإنسانةٍ تأبى علي الانصياع الأعمى لقراراته دون تفكيرٍ ومحاورةٍ.
تشير الأديبة إلى أن العاطفة لا تموت بين الزوجين إلا أنها تخبو ويصيبها شيءٌ من التبلد في المشاعر نتيجةً لما يكتنف الأسرة من ظروفٍ والتزاماتٍ تعكر صفوها.
- أنت لا تحبني يا جليل، صارت حياتنا أشبه بتحدياتٍ مستمرةٍ.
تلمح الكاتبة إلى قضية وجود الخادمة في المنزل وركزت على ما ترتديه تلك الخادمة من ملابسٍ فإن كانت غير محتشمةٍ فلابد من توجيهها إلى ما هو محتشم إضافةً إلى كونها قد أشعلت فانوس الخطر لوجود الخادمة مما يجعل الزوجة تلتهب لتبحث عن حلٍ يجعلها لا تفقد زوجها (الغيرة الأنثوية)، إن الخطر موجودٌ في علاقة الزوج بالخادمة طالما أن هناك خللٌ في العلاقة الزوجية بين الزوجين.
- اخلعي ملابسك هذه وارتدي اليونيفورم، لا تعجبني هذه الثياب.
- شعرت وأنا واقفةٌ أن الدماء تتجمد في عروقي وأنه قد صفعني صفعةً ساخنةً وإهانةً جارحةً في صميم كرامتي.
- ما هذا الدلال والنعيم الذي تغدقه على خادمةٍ منحطةٍ ؟.
في خاتمة القصة تعطي الأديبة حلاً ناجعاً ويا لروعة هذا الحل، إنه حلٌ منطقي وذو رشفات عاطفية قرمزية..، فالحدث يشعرك كقارئ بأن هناك أشياءٌ يمكن تفعليها لترسم الحياة الزوجية، الأسرية بالبهجة فكان هو كتابة رسالةٍ تحتوي على مشاعرٍ متدفقةٍ لاحتواء الدفء في العلاقة وإشعال الحب من جديدٍ قلبه وقلبها، والجميل هي الرغبة في الكشف عن الأسباب التي ألهبت التلبد في العلاقة للوصول إلى الماء العذب الذي يمنع اللظى يتسرب إليها من جديد.
يقال إن المرأة ذكيةٌ جداً إذا ما أرادت، هنا جاءت المرأة ذكية حين وضعت أحمر الشفاه على الرسالة في قبلةٍ عاشقةٍ.
حقاً، افتح نافذتك يا رجل، لديك امرأةٌ تحبك حد الثمالة.
همسةٌ : " ضعف المرأة له لذةٌ رهيبةٌ في قلب الرجل، فهو ذاته من يرفعه إلى الرفق بها والتلطف معها ". 


حكاية فاطمة


حكاية فاطمة

مد يده ليأخذ جهازه المحمول بعد أن لاعب طفلته بضع دقائق في ملاطفة لزوجته التي ضاق صدرها من تصرفاته التي طالما نعتتها بالصبيانية تارة وبالمراهقة تارة أخرى .
لعنت وفاء الفيس بوك بأعماقها فلقد صير حياتها جحيماً أشبه ما تكون بالمجسمات التي لا روح فيها ولا رائحة .
يقضي أبو فاطمة جل يومه على جهازه المحمول إن كان في شقته مع أسرته أوعندما يذهب إلى الأصدقاء يأخذه معه ، ينصهر عبر الشبكة العنكبوتية ، تعرف على الكثير من النساء ، يقضي معهن فكره وروحه وما يخالجه من أهواء شيطانية بينما وفاء تقضي يومها مع طفلتها وحيدتين .
كان يوماً عصيباً ، مرضت فاطمة واحتارت الأم في أمرها فكلما طلبت زوجها على الهاتف المحمول لا ترى جواباً فاشتد بها الغضب صارخة في اللا شيء ، لا تدري ما تفعل وهي ترى فلذة كبدها مسجاة على الأرض ، هرعت إلى جارتها سميرة تطرق الباب بعنف ، فتحت سميرة الباب وهي مذهولة ، أخبرتها وفاء بأن فاطمة مريضة ودرجة حرارتها مرتفعة ، توجهتا إلى حيث فاطمة ، ضمتها سميرة إلى صدرها وعلى الفورعادت إلى شقتها لتوقظ زوجها من نومه.
عاد زوج وفاء إلى شقته فوجدها خالية فرمى بجسده على الأريكة دون أن يكلف نفسه عناء السؤال عنهما .
جلست وفاء مع جارتها سميرة إلى جانب الصغيرة تنتظران حتى ينتهي " الجلوكوز " ، بعد أن انخفضت درجة حرارتها .
نظرت وفاء إلى جارتها سميرة نظرة فيها كل الود والحنان معتذرةلها فقرصتها سميرة على خدها الأيمن قائلة : نحن أختان الحمد لله على سلامة فاطمة ، انتبهي لها كثيراً ، برقة دمعة بين مقلتي وفاء .
استيقظ أبو فاطمة من نومه متثاقلاً فتجول في الشقة فلم يجد زوجته ولا طفلته فأخذ الهاتف المحمول وهاتف زوجته فلم ترد عليه ،" شبك " عن طريق الهاتف المحمول بالإنترنت وبالتحديد على موقع الفيس بوك وما هي إلا ساعة حتى وصلت وفاء مع ابنتها لتجد زوجها يتحدث مع إحدى صديقاته في الفيس بوك ، صعقت ، ارتجفت يداها اللتان تضمان فاطمة ، هي الآن تسمعه يسكبها بكلمات غرامية كانت تشبهها ، كانت ذات يوم من ممتلكاتها الخاصة ، لم تتمالك نفسها ، انقضت عليه كالأسد تعريه من كل شيء له علاقة بالإنسانية ، الإنسانية التي لم يعرفها أو يلامسها لحظة في حياته ، احتد الكلام بينهما وكل منهما قد أخذ منه الغضب مأخذه ، رمى الهاتف المحمول من يده ووقف أمامها يهذي بعبارات نابية ، ارتعبت فرائصها وتسرب الخوف إلى كل جسدها مما جعلها تصمت لبرهة من الوقت وسرعان ما انقضت عليه مرة أخرى بعبارات لا تدري كيف خرجت من فمها ، كانت في وضع هستيري ، لم يتمالك نفسه فرفع يده وصفعها صفعة قوية أدت إلى سقوط فاطمة الطفلة المريضة من يدها على الأرض .
هرعت الأم نحو ابنتها وهي تصرخ وتنادي فاطمة ، حبيبتي ، احتضنتها بقوة ، بدأت تتحسس شفتيها الذابلتين فوجدتها قد فارقت الحياة لتصرخ وتصرخ بأعلى صوتها لاطمة وجهها وصدرها بلاوعي وإدراك مما أدى إلى هرع الجارة سميرة مع زوجها ليروا فاطمة مسجاة بحضن أمها كأنما هي " فاطمة " أرادت أن تكون في العالم الآخر رافضة أن تعيش في هكذا أسرة لاعلاقة لها بالسماء .

قراءة في كتاب بيني وبينك حكاية


قراءة في كتاب
بيني وبينك حكاية

هي حكايةٌ من واقع الحياة الزوجية تسطرها الأديبة الكبيرة بذلتها الإنسانية خولة القزويني بأحرفٍ إلهية المضمون لتضع العلاقة الزوجية تحت المجهر.
كانت هذه الحكاية تروى من خلال الثنائي وهما (الأنثى والرجل) حيث يربطهما العقد الشرعي (الزواج).
إنه ومن خلال هذا العلاقة المقدسة تسلط الكاتبة الضوء على بعض المشكلات التي تعكر صفوى الحياة الزوجية التي أراد لها الله سبحانه وتعالى أن تكون مفعمةً بالسكينة والدفء لتكون منطلقاً للإنسانية، فتلقي أشرعتها على الكون، على الوجود، فينعم الإنسان بها ويستثمر طاقاته التي أودعها الله فيه ليكون سعيداً.
هذه الحكاية استمدتها الكاتبة من الواقع المعاش، الواقع المجهد حتى الثمالة مما اعتراه شكلياً وضمنياً في هذا العصر المعلوماتي، التكنولوجي الذي جعل من العاطفة حذاءً بالي.
 وقد التقطت عبر تفاعلي اليومي مع الناس مؤشرات دقيقة ألهمتني بعض الأفكار المنوعة الخاصة بالعلاقات الزوجية.
 هي حكايات اجتماعيةٌ من صميم الواقع تتضمن مشاكل متنوعة من حصيلةٍ ثقافيةٍ ملوثةٍ أفرزتها الحضارة المادية بتواطؤ من نوازع النفس الشيطانية المشوهة بالأنانية وحب الذات بعيداً عن قيم الدين ومفاهيم الإسلام.
تأتي القصص في بيني وبين حكاية كمرآةٍ تعرض المشكلة عبر الحدث الدرامي في امتزاجٍ مع الشخصية لينحني عبر تلك الدهاليز المظلمة في العلاقة الزوجية لفتح نافذةٍ يستنشق (الزوج والزوجة) من خلالها التوافق والتناغم.
كل ذلك في قوالبٍ متنوعةٍ من قالبٍ كوميدي إلى قالبٍ تراجيدي...، بلغةٍ سهلةٍ ذات وعي ثقافي لما حولها.
إن الجانب التربوي واضحٌ كوضوح الشمس في رابعة النهار حيث كان هدفاً أساسياً أرادته الكاتبة في معالجة هذه المشكلات إيماناً منها بأن كل ما نعاني منه في حياتنا إنما هو فقدان الجانب التربوي.
لقد داهمني سؤالٌ متطفلٌ وأنا أرتع في هذه الحكاية، والسؤال هو:
- من أين جاء هذا التوافق والتناغم؟.
إن الكاتبة وبحرفيةٍ تعطي القارئ لفتةً إلى كون السعادة ليست شيئاً خيالياً أو هي مفردةٌ تنتمي إلى قاموس المستحيل، إنما قد جاءت من حولنا، من الأدوات التي نتعايش بها ومنها.
جاءت الحكاية في حلقات متنوعةٍ كتنوع المشكلة، لذا ستكون هذه القراءة في أسلوبها كما جاءت الحكاية في حلقات.
عيد زواجنا
* ثنائي الحلقة (سناء و أحمد)
تتحدث الكاتبة عبر هذا الثنائي عن قضية البرود والرتابة في الحياة الزوجية معالجةً بأسلوبها الراقي وفكرها الخلاب هذه القضية حيث زجت بشخصية (فتوح) التي كانت بمثابة نتيجةٍ لعلاقةٍ غير مستقرةٍ ربما يكون الطلاق هو النتيجة، حينها تسعى المرأة بكل قواها لتحافظ على عشها الزوجي من هذا المفترس القادم من المجهول، هنا تنحني (سناء) لإيجاد الحل الذي يقيها السوء، لإيجاد الحل الذي يشعرها بالراحة، الطمأنينة، الحب، المتعة، فكان احتفالٌ بيوم الزفاف.
_ وتفتق الذهن اليقظ على هذه الاحتفالية المميزة، الأربعاء القادم عيد زواجنا السابع..
إن العلاقة الزوجية في استمرارها وتدفقها على الذات الإنسانية إنما هي مودةٌ ورحمةٌ بين الطريقين إلا أنها تقع ولأسبابٍ كثيرةٍ في منزلق الملل سواء من ناحية الرجل " أظنه الملل الذي يداهم الحمقى من الرجال "، أو ما ناحية المرأة " ربما قصرتِ معه.. أو..
قال تعال: "  وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "..
* كلمات:
_ الرجال سريعو العطب ينبغي صيانة مشاعرهم كلما نضبت وإذكاء عواطفهم بجذوة الشوق الملتهبة كي يتجدد حماسهم للبيت وإلا فالخطر قادم.
_ اليوم تفتق عن جدار الصمت نبع حبٍ كنت أظنه قد نضب وإذا به انهمارٌ وتدفقٌ في كل خلجةٍ، وسكنةٍ، عبرت عن ودك المكنون.
_ تبادر باستمرار على ضخ الدم في قلب حياتهما الهامدة.
تأتي النهاية سعيدةً كابتسامة طفلٍ بين ذراعي أمه لتزرع في الآخر (المتلقي) الأمل ولسان حالها يقول:
لا تبتئس " إن الزواج يحتاج إلى صيانةٍ بين فترةٍ وأخرى كي نضخ فيه الحيوية والحياة ". 

دميتي وأنا

دميتي وأنا

أنا وقلبي عشيقان 
متناغمان 
نتقاسم اللحظة 
نقرأ تعويذة المنفي 
في المنفى 
منفاي 
وطنٌ 
سكبت فيه حكايتي القديمة 
والأولاد
والدمية الخرساء صمتٌ يحترف الكلام 
أمي 
أمي تداعب خُصلة الحب في شعري 
لتلمس ألحان السماء 
أبي 
أبي نبضه عرق الشوارع لفني
فانساب عطراً .. جاء دفئاً في المساء 
يا دميتي 
لمي سهاد النور من أشيائي 
مزقي كفن السواد وعانقيني من جديد