كلمات

كل يوم أراني ألتحف التراب ، فأقتني بؤسي كما هي الأشياء صامتة ..

الخميس، 19 يناير 2012


قراءة في كتاب (بيني وبينك حكاية)
الحلقة الثالثة
بقلم: جمال الناصر

زوجي من برج الثور
ثنائي الحلقة : غالية | جليل
إن ظاهر هذه الحكاية أنها تتحدث عن البروج حيث نرى ذلك من خلال العنوان (زوجي من برج الثور)، إلا أننا نكتشف في النهاية أن البروج كانت حاضرةً بشكلٍ فرعي ومن خلالها تقوم الأديبة بفتح الباب أمام الحل للمشكلة.
ترتكز المشكلة في امرأةٍ عاملةٍ تمتلك الشهادات ولها مكانةٌ ثقافيةٌ مرموقةٌ بينما الموقف الأسري يرزح عبر الفراغ العاطفي بين الزوجين.
- لأنها (الخادمة) تحترمني وتخاطبني بأدبٍ من تعجز عنه مثقفةٌ قد زينت حجرتها بالشهادات والدروع وتتكبر على خلق الله بعجرفةٍ سخيفةٍ.
إن قضية عمل المرأة قد أصبح في بعض الأسر سبباً لنشوء المشاكل فيها حسب الظروف المتزامنة لكل أسرة.
المرأة بكل حضورها منذ العصر الجاهلي تقبع في التهميش بكل الاتجاهات وذلك عبر (صناعة الفحل) الذي سيطر بكله على الساحة فنجدها في الجاهلية توأد وبعده كانت تخضع للوأد ولكن بأسلوبٍ آخر هو اتخاذها عنصراً لا وجود له في دائرة الأهمية.
- أنا الرجل وكلمتي هي النافذة.
- ولما لا، ألست زوجتك، وأظنني صاحبة شخصيةٍ وقرارٍ أدرك هذه الأمور وأستوعبها، لست امرأةً من عصر الحريم كي تصادر إرادتي بهذا الشكل.
إن المرأة في الحكاية تطالب بحق الوجود تصريحاً أو ضمنياً وهذا نابعٌ من الخلفية الثقافية والاجتماعية.. لوضع المرأة سابقاً.
- أعتقد أنني سأفعل ذلك دون الحاجة إلى مساعدتك.
- وكان الباعث على ذلك إحساسي بالغبن والإذلال وأنا أقمع بإرادته المتسلطة وقراراته المستبدة.
- فكرامتي كإنسانةٍ تأبى علي الانصياع الأعمى لقراراته دون تفكيرٍ ومحاورةٍ.
تشير الأديبة إلى أن العاطفة لا تموت بين الزوجين إلا أنها تخبو ويصيبها شيءٌ من التبلد في المشاعر نتيجةً لما يكتنف الأسرة من ظروفٍ والتزاماتٍ تعكر صفوها.
- أنت لا تحبني يا جليل، صارت حياتنا أشبه بتحدياتٍ مستمرةٍ.
تلمح الكاتبة إلى قضية وجود الخادمة في المنزل وركزت على ما ترتديه تلك الخادمة من ملابسٍ فإن كانت غير محتشمةٍ فلابد من توجيهها إلى ما هو محتشم إضافةً إلى كونها قد أشعلت فانوس الخطر لوجود الخادمة مما يجعل الزوجة تلتهب لتبحث عن حلٍ يجعلها لا تفقد زوجها (الغيرة الأنثوية)، إن الخطر موجودٌ في علاقة الزوج بالخادمة طالما أن هناك خللٌ في العلاقة الزوجية بين الزوجين.
- اخلعي ملابسك هذه وارتدي اليونيفورم، لا تعجبني هذه الثياب.
- شعرت وأنا واقفةٌ أن الدماء تتجمد في عروقي وأنه قد صفعني صفعةً ساخنةً وإهانةً جارحةً في صميم كرامتي.
- ما هذا الدلال والنعيم الذي تغدقه على خادمةٍ منحطةٍ ؟.
في خاتمة القصة تعطي الأديبة حلاً ناجعاً ويا لروعة هذا الحل، إنه حلٌ منطقي وذو رشفات عاطفية قرمزية..، فالحدث يشعرك كقارئ بأن هناك أشياءٌ يمكن تفعليها لترسم الحياة الزوجية، الأسرية بالبهجة فكان هو كتابة رسالةٍ تحتوي على مشاعرٍ متدفقةٍ لاحتواء الدفء في العلاقة وإشعال الحب من جديدٍ قلبه وقلبها، والجميل هي الرغبة في الكشف عن الأسباب التي ألهبت التلبد في العلاقة للوصول إلى الماء العذب الذي يمنع اللظى يتسرب إليها من جديد.
يقال إن المرأة ذكيةٌ جداً إذا ما أرادت، هنا جاءت المرأة ذكية حين وضعت أحمر الشفاه على الرسالة في قبلةٍ عاشقةٍ.
حقاً، افتح نافذتك يا رجل، لديك امرأةٌ تحبك حد الثمالة.
همسةٌ : " ضعف المرأة له لذةٌ رهيبةٌ في قلب الرجل، فهو ذاته من يرفعه إلى الرفق بها والتلطف معها ". 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق