رائد القصة القصيرة
محمد تيمـور

ولد محمد تيمور سنة 1892 في بيت علم وأدب وثراء ومحافظة، فأبوه أديب عالم محقق ثري مرموق (أحمد تيمور باشا)، وعمته (عائشة التيمورية) الأديبة الشاعرة ابنة إسماعيل باشا تيمور الذي كان يرأس القلم الأوروبي في ديوان الخديوي ثم صار رئيساً للديوان كله، وأخوه (محمود) الذي كان معه ومن بعده رائداً من رواد القصة القصيرة ومؤرخيها في مصر.
تعلم محمد تيمور بالمدارس المصرية حتى نهاية المرحلة الثانوية ثم أرسله أبوه إلى أوروبا لإتمام دراسته، فاتجه أولاً إلى برلين لدراسة الطب ثم تركها إلى باريس لدراسة القانون، ثم تركه إلى قراءة الأدب ومشاهدة المسرح ودراسة فنه بالأقسام الأكاديمية الحرة، وبعد ثلاث سنوات عاد إلى مصر للدراسة بمدرسة الزراعة العليا لكنه لم يستكملها وتفرغ للمجال الأدبي والفني، فألّف للمسرح ومثّل أدواراًَ على خشبته، وكتب القصة القصيرة، ورآه السلطان حسين كامل في أداء إحدى المسرحيات بالأوبرا فأعجب به وعينه أميناً بالقصر، فاضطر إلى أن يترك المسرح وأفرغ طاقته الأدبية والفنية في الكتابة، وكانت أول مجموعة قصصية صدرت له بعنوان (ما تراه العيون)، وضد ضمنها قصة (في القطار)، وعلى الرغم من عراقة أسرة تيمور وثرائها ومكانتها إلا أن (محمد) كان يعيش في قصر والده بدرب سعادة في حي الحمزاوي الشهير بالقاهرة، ولمن يمنعه ذلك من مخالطة أبناء الحي البسطاء الفقراء ومصادقتهم، وكان يتردد على ضيعة (عزبة) أبيه فلا ينعزل عن الفلاحين ويعيش في استعلاء المترفين، بل كان يجالسهم ويصاحبهم متأسياً بسلوك والده الذي كان يستقبل ويكرم أهل الأدب والعلم ولو كانوا فقراء أو من عامة الشعب، وفي رحلاته التعليمية إلى أوروبا لم ينغمس (محمد تيمور) في ملذات ومتع الشباب الحسية والجنسية كما فعل ويفعل كثيرون، وإنما أفرغ همه في دراسة الأدب والفن والمسرح، ومات شاباً في ربيع العمر سنة 1921.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق