مقالة للأديبة بجريدة الراي الكويتية:
النساء والواتس آب
نظام الواتس آب في جهاز الـ (الآي فون) استهوى النساء إلى درجة الهوس، فصرت مجبراً على تلقي معلومات وأخبار وثقافة من كل شاكلة ونوع وحتى الدعوات والتواصل الاجتماعي تقنن على هذا النظام، وهو إما يكون بين أطراف أحادية أو على شكل مجموعات، وانغمرت النساء في هذا الأسلوب من التواصل إلى حد ألغى عقول بعضهن وطمس وعيهن وبتن يبعثن المعلومات ويستقبلنها دون التدبر والتيقن من مصداقيتها وصلاحيتها وكأنه ولع محموم وبرنامج ترفيهي يساعد على قتل الوقت.
فجهاز (الآي فون) يستقبل الرسائل على مدار الساعة دون توقف ,ويخيل لك أن هناك حراس مجندون يديرون هذه الرسائل والتي تتكرر أحياناً لأنها تنتقل من شخص إلى آخر ثم تعود في بعض الأحيان الى ذات الشخص المرسل ! وقد ساهمت النساء المولعات بـ (الواتس آب) مساهمة كبيرة في بث الشائعات وإرعاب الناس، فقد تلقينا مؤخراً خبر انتشار (مرض السحايا) وأنه قاب قوسين أن يكون وباء في الكويت، وبات من الضروري أن تطعم كل أسرة ضد هذا المرض بسبب تزايد عدد الوفيات وأن وزارة الصحة تتكتم على هذا الأمر حتى لا تفزع المواطنين.. الخ، وأيضاً تحذيرات من بعض الأطعمة ومساحيق التجميل والعطور القاتلة!، ناهيك عن الأخبار السياسية الكاذبة والغير موثقة، إضافة إلى نشر بعض جرائم القتل المفبركة والتي تثير الذعر بين الناس.
والمضحك في الأمر أن المعلومة أو الخبر حينما يصل اليك ينتهي بهذه العبارة (انشر تعميماً للفائدة)، أو (لا تدعها تقف عندك).
هذا السخف وذلك لهراء الذي أفقد بعض النساء اتزانهن كان مصدر قلق وخوف وتوتر في المجتمع، فهناك أدبيات خاصة ينبغي أن تتهذب عليها المرأة طالما دخلت نظام التواصل الإلكتروني الحساس، وهي:
1- قراءة الخبر والمعلومة جيداً للتأكد من صحتها وقوة المصدر قبل إرسالها ونشرها.
2- ما الضرورة في نشر أخبار الجرائم وإشاعة الخوف بين الناس، فالإنسان محاسب أمام الله إذا نشر هذه الإشاعات.
3- بعض الرسائل كانت السبب في إثارة الطائفية والتطرف.
4- قد تساهم بعض النساء في إشاعة الفاحشة بين الناس حينما تنشر (بوست كارد) إباحي.
5- الإساءة إلى بعض الشخصيات العامة وتشويه صورتها حينما نشيع عنها أخبار ومعلومات تطعن في أخلاقها ونبلها.
6- التحفظ على بعض المعلومات السياسية التي قد تسيء للوطن وإلى بعض الرموز الوطنية.
7- (الواتس آب) ساهم إلى حد كبير في تفسخ العلاقات الاجتماعية وإضعاف التواصل الاجتماعي القائم على المحبة والحميمية.
8- يشغل هذا النظام الإنسان عن أعماله وقد يلهيه ويضيع وقته دون طائل.
9- إن جهاز (الآي فون) وسيلة سهلة للفضائح وتصيد أخطاء الناس ومتابعة أسرارهم، ناهيك عن استخدامه في التجسس فهو جهاز ذو تقنية عالية واستخدامات كثيرة ينبغي الإحاطة به جيداً.
10- نظام الواتس آب غيّب حضورنا وحنطر عواطفنا وحولنا إلى آلات مبرمجة لا نجلس في مكان إلا وهذا الجهاز بين أيدينا، فكأنه التسلية التي تعوضنا عن الناس ودافعاً كبيراً إلى الأنطواء والعزلة .
وأقول أنا لست ضد هذا الجهاز وخدماته المجانية، لكن المشكلة تكمن فينا، لأن الإنسان هو صاحب العقل والإرادة ويفترض به أن يكون المسيطر على هذه الأجهزة والبرامج، والذي حصل أنها هي التي سيطرت علينا واستحوذتنا بشكل كبير.
خولة القزويني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق