كلمات

كل يوم أراني ألتحف التراب ، فأقتني بؤسي كما هي الأشياء صامتة ..

الجمعة، 21 أكتوبر 2011

الوردة الصخرية


قراءة نقدية

الوردة الصخرية

الكاتبة | خولة القزويني


تبدأ الكاتبة بهمسةٍ  وهي مقولةٌ لسوفاج يقول فيها ( الغيرة في الحب كالماء للورد ، قليله ينعش وكثيره
يقتل ) .

إنها همسةٌ تحمل من الوعي ما يجعلها نبراساً يضيء ظلمات تهدم أسراً يكتنفها الدفء .

( ذلك الحبيب الذي كان منزلنا بوجوده مهبطاً للملائكة ، كان من قمة رأسه إلى أخمص قدمه بريئاً من العيوب كالملائكة ، ولكن نجمي المنحوس الطالع ، أسرع بإخراجه من حوزة يدي ، فماذا أفعل؟ وقد كان السعد في طالع هذا القمر ) .

تستخدم الكاتبة أسلوب المتكلم في حيثيات القصة على لسان الشخصية ( عز ) المقتدر مادياً والذي يحمل في قلبه الإيمان ، الإيمان الذي  يمضي من خلاله لي خدمة عباد الله المحتاجين .

يتجه الفعل الدرامي عن طريق الحديث عن ( ريحانة ) زوجة ( عز ) التاجر التي تملكت ذاته حباً شغوفاً تزيده الأيام توهجاً ، إذاً هي أسرةٌ يكللها العشق والاطمئنان .

·         حب الاستطلاع :

إنها تشير في بداية القصة إلى أن هناك شيءٌ قد حدث مما جعل الملاك يبتعد عن أفق ( عز ) .

إنها تعطي لهذا الحدث المخبوء مفاجئةً للقارئ ليدخل إلى الأحداث بكله مستفيدةً من جانب حب الاستطلاع لدى البشر عامةً وهذه لعبةٌ ذكيةٌ من الكاتبة لتمسك بزمام القارئ حتى لا يبتعد أو يشرد ذهنه .

( هكذا ينعي حافظ الشيرازي زوجه في غزلياته الشهيرة .

ومثله أندب حظي التعس فقد خرجت جوهرتي النفيسة من حوزة يدي بعد أن أقدمت على فعل كلفني درتي الفريدة ، نوارة عمري، قنديل ليلي ، وكأنما النحس مارداً سلط سيفه على حياتي فقلع شريان سعادتي ) .

تستشهد الكاتبة بالشاعر الإيراني حافظ الشيرازي لتعطي العشق صبغته الربانية لأن حافظ الشيرازي كما قال عنه النقاد من أن غزلياته لها طابعٌ عرفانيٌ لذا يستشف القارئ بأن العلاقة بين ( ريحانة ) و ( وعز ) لها طابعٌ إلهيٌ .

( (ريحانة) يترقرق الندى في طلتها كل صباح فأرتشف من ضوعها رحيق البهجة، حينما تلامس شفتاها الكلمات يتدفق من لسانها الشهد المصفّى، ترقد في عينيها المختالتين بركتين من الحنان تتلبدان إذا عطشت وتسكنان إذا ارتويت، ملفوفة القد، طرية، أزهرية، ملكتني، احتوتني، فما عدت أجد لها شبيهة، وهبتني ما لا يحدد بكنه أو يؤطر بماهية، تيار إحساس يسري في عروقي كالكهرباء فيضيئني قنديلاً، كنت غنياً مشبعاً، محصناً كقلعة صامدة، عشر سنوات ورحيق جنتها يغذيني حتى استويت راسخاً كشجرة الزيتون، حبها يتغلغل إلى منابتي فيتضوع عطره في أيامي ) .

·         الدفء الأسري :

يا لروعة هكذا كلماتٍ بلاغيةٍ تنبثق بين أرواقها رائحة الحنان والدفء .

إنها ألهبت وجدان القارئ تمهيداً للمفاجئة التي أرادت لها أن تكون ، إن الذي يصل إلى ذروة الشبع وفجأةً تجعله يتلظى من الجوع فإن وقع الجوع سيكون أشد ألماً .
إنه في تصوري القاصر هذا ما قصدته الكاتبة .

·         فلسفة الشكر :

( فجأة هبت ريح سوداء وعصفت بأغصاني فتناثرت ثمار عمري وتزلزلت الأرض تحت أقدامي فارتجت جذوري، وتهدمت جنة أحلامي، وذلك عندما جاءني صاحبي (أبو حسين) ليحدثني عن أرملة أحد الأصدقاء قد ألمّت بها ضائقة مالية وهي أمّ لأربع بنات مسهن الضر والفاقة، وما قصدني صاحبي إلا لأني تاجر ثري يؤمني المحتاجين والمساكين، فوعدته أني سأقدّم لها معونة شهرية طلباً للأجر والثواب وتعبيراً عن شكري للنعمة التي غمرني الله بها، فمساعدة الأرامل والأيتام من أعظم الأعمال منزلة عند الله عز وجل ) .

إنها تشير إلى مسألةٍ لها طعمٌ إسلاميٌ وهي : إن الله سبحانه وتعالى إذا أنعم على عبد بالسعة في المال فإن الشكر يكون من خلال مساعدته الآخرين من المحتاجين .

( وفي إحدى المرات اتصلت هذه المرأة تطلب لقائي وانتظرتها وأنا أنوي تقديم كل العون لها، فإن طلبت مزيداً من المال لن أتردد .

جاءتني متشحة بالسواد ، يقطر البؤس من كلماتها الناضبة .. ، اشتكت من تحرشات الرجال ببناتها وتأزم بعض المعاملات في الدوائر الحكومية فاستعانت بجارها الخبيث الذي كان يتربص لينقض عليها ، ثم بكت فتغضن محياها وهي تتابع ، وسيارتي الحطام لم يبق فيها باقية فاضطررت إلى استئجار أخرى قديمة كلفتني الشيء الكثير ) .

·         النقيض :

إنها تشير في الطرف الآخر إلى عينةٍ من الناس لا هم لهم إلا الاصطياد في الماء العكر مستغلين حاجة الناس للوصول إلى غاياتهم الشيطانية .

إنها تشير إلى المقارنة بين كلا الاتجاهين لتدخل القارئ في عمليةٍ عقليةٍ وروحيةٍ .. يدخل ثقافته فيها ليبرز المنطق كضوء الشمس في الظلمات .

( استفزت هذه المواقف غيرتي واستثارت غضبي وكدت أن أذهب إلى جارها لألقنه درساً لن ينساه ، أهكذا ينهش الذئاب عرض امرأة مغلوبة على أمرها ، قلت لها مواسياً :

- أنا حاضر في خدمتك سيدتي ) .

·         الحوار الذاتي :

( خرجت وتركت داخلي إحساساً بالتقصير ، فكيف تُترك امرأة مهيضة الجناح نهباً للذئاب المفترسة ، ينبغي أن أتصرف طالماً قصدتني دوناً عن الناس ، إذ لم يلقها الله في دربي عبثاً بل ليمتحنني ويختبر إيماني ) .

إنها تشير لما يختلج في الذات من حوارٍ له مفعوله على الطبيعة البشرية سواء سلباً أو إيجاباً وهو ما يسمى لدى علماء النفس بالإيحاء الذاتي ، كان في الهند ذات وقتٍ رئيساً هو غاندي الذي قال يوماً ( لقد تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر ، يذكر في سيرته أنه كان يعاني من القلق الذي يسميه علماء النفس بقلق الحالة حيث أنه يتردد كثيراً إلى حد العجز في المرافعة داخل المحكمة وهو محاميٍ فيهرب .. ، لقد استخدم الإيحاء الذاتي فجلس يحدث نفسه أنه محاميٍ بارع .. ، هذا الرجل الذي لا يستطيع المرافعة في المحكمة قد استطاع أن بعد حينٍ أن يطرد الاستعمار الإنجليزي من بلده .

·         الصديق اللا صدوق :

( حدثت صاحبي ( أبو حسين ) في هذا الأمر ففاجأني رده الساذج :
- تزوجها فأنت رجل مقتدر ، ميسور الحال ، قادر على إعانة قافلة من النساء .
انتفضت واقشعر بدني لهذا الخاطر :
- أتزوجها على ريحانة ؟ ! .
يستدرجني ( أبو حسين ) في الحديث :

- يا ( عز ) اعقد عليها عقداً شرعياً في السر دون علم زوجتك .

مازلت مستنكراً عرضه :

- أعوذ بالله .
وصاحبي يقرأ انفعالاتي فبرر مجدداً :

- إنك تؤدي واجباً إنسانياً تثاب عليه لأنك تستر على امرأة وبناتها وتحفظهن من ألسنة السوء وثعالب البشر ، فهكذا ديدن الأنبياء والصالحون مع الأرامل والأيتام والمستضعفات من النساء .

ومضى يضرب على وتر عاطفتي الدينية ليضعني في مواجهة مع ضميري ، فسألته كمن يتهمه :

- ولماذا لا تتزوجها أنت ؟ .
- لو كان عندي إمكانياتك لأقدمت على هذه الخطوة .

وحاصرته :

- سأساعدك .
أطرق ، ثم باغتني باعترافه :
- أنا مرتبط بزوجة ثانية في السر .

اندهشت :

- لم تخبرني من قبل .
- ها أنا أخبرك وليبقى سراً بيننا .

إنها تشير إلى قضيةٍ غايةٍ في الحساسية ألا هي الزوجة الأخرى جاعلةً من صديقه ( أبو حسين ) عاملاً فعالاً باسم الدين ، الدين الذي يستغله البعض من يمتلكون الجهل المركب لتمرير ما يتفق والمصلحة ، باسم الدين تهدم أسرٌ آمنةٌ مطمئنةٌ تشرق في محياهم البسمة كثغر طفلٍ يناغي أمه .

( وبعد ليالِ مضنية لبثت أصارع فيها قراري هذا وأدفعه بشتى المبررات ، غلبني في النهاية الضمير والواجب فقررت أن أتزوج الأرملة ، عرضت عليها الزواج شريطة الكتمان والسرية ، وأن تقبل الساعات المحدودة التي أقضيها معها خلال الأسبوع ، وصارحتها أنني أقدمت على هذه الزيجة بدافع حمايتها ورعاية بناتها ، وتقبلت كل شروطي ممتنة خاضعة ، وفي جو من الحيطة والحذر كتبنا كتابنا عند المأذون وبحضور شاهدين ، الأول (أبو حسين) والثاني رئيس قسم الحسابات في الشركة الحاج ( أكرم ) مستودع أسراري والذي اقترح عليّ عدم التورط في هذه الزيجة لكني كنت مندفعاً بوازع خوفي من الله عز وجل وحرصي على أداء واجب إنساني ) .

إنها تشير إلى المقارنة مرةٌ أخرى بين ( أبو حسين ) و ( الحاج أكرم ) ليتعرف القارئ من خلالها على الحق فتصل الفكرة بشكلٍ رائع منطقي .

·         المفاجأة :


( وفور أن كتبنا العقد اغتم قلبي وشابني إحساس بالندم وشعرت أني قد اندفعت في هذه الزيجة العبء التي أقحمتها في حياتي المستقرة ، وكان عليّ أن أبذل جهداً كي أغطي هذه العلاقة التي لو انكشفت فإن ( ريحانة ) ستقلب الدنيا ولا تقعدها ، فحينما أتأخر في العودة إلى البيت أبرر لريحانة أنني كنت مع أحد المندوبين ، وفي بعض المرات تلاحقني الرسائل الهاتفية التي تربكني فتفضح خبيئتي ، لم تكن ريحانة ساذجة حتى تنطلي عليها حيلي الغبية ومبرراتي الواهية فكانت تسألني وهي تقلب أفكارها :

- لست على ما يرام .
- تبدو مضطرباً هذه الأيام ! .

كنت أقلق أن تخدش حياتي مع ريحانة، فالأخرى لا أكنّ لها في قلبي إلا العطف والشفقة ، فهي لا تملك سحر ريحانة وفخامتها ، إنها امرأة مسحوقة اكتفت بظلي وارتضت أن تعيش على الفتات صابرة ، وبل تجتهد كي تسترضيني وتمتص غضبي حينما تبلغ طاقة نفوري منها الذروة فأشخط فيها وأغضب لأنفس عن تبرمي منها ) .

تأتي المفاجأة ليقع الفأس على الرأسي ويبدأ اللوم والعتب عبر الذات وكما قيل : بين الحق والباطل شعرةٌ واحدةٌ .

·         إحساس الأنثى :

( وبالرغم من احترازي وتحفظي وقعت ريحانة على دليل إدانتي، وذلك حينما أخذت دشداشتي المعلّقة على المشجب لتغسلها هذا الصباح ، ومن عادتها أن تفتش في جيوبي قبل أن تسقطها في الغسالة فربما نسيت ورقة مهمة ، عملة معدنية، مفاتيح ، وإذا بها تعثر على قصاصة منسية تركتها ( سمية ) في جيبي كتبت فيها حاجتها من السلع والأغذية كي أشتريها من السوق المركزي وأنا في طريقي إليها .

وسمعت وأنا في حجرتي دبيب أقدام ريحانة على السلم، وبشكل غريزي التفت إلى الباب دُفع بقوة :

- ما هذه الورقة يا عز؟ ! .

فحيحها يكهرب أعصابي ويقدح شرر حرب لا هوادة فيها .
وتختصر الطريق :

- هذه الورقة لا تخصني فأنا لم أطلب شراء هذه الأشياء .
تجمدت الدماء في عروقي، فقلت بصوت مخنوق :
- ربما الخادمة ! .

ينقلب صوت ريحانة الناعم إلى رشاش شظية تشطرني شطرين :

- منذ فترة وأنا ألاحظ قلقك ، لم تعد أريحياً كما كنت .

استجمعت قواي فاعترفت لها بالحقيقة ، وأتذكر أن تلك اللحظة بدت كابوساً لم أفق منه حتى الآن ، فقد غربلتها نوبة غضب بركانية فحذفتني بكل ما تطاله يديها ، منفضة السجائر ، الأنتيكات المرصوصة على المناضد ، الكتب المصفوفة في المكتبة ، وقذائف السب والشتم تنهال فوق رأسي بينما أنكفئ كالفأر الجبان هارباً من عينيها اللائمتين اللتين لفظتا كل سنين الحب والحنان دفعة واحدة ) .

إنها تشير إلى المقولة المشهورة وهي : حبل الكذب قصير .

ينخدع البعض حين يظن أن المرأة كائنٌ ضعيفٌ ، إنها قويةٌ بعاطفتها .. قوية بالغيرة .. قوية بما أبدع الرحمن فيها من جمالٍ يعانق جمال الطبيعة ..






إن الكاتبة بحرفيةٍ بلاغيةٍ تنسج حواراً يكون فيه الرجل ( عز ) يستجدي الصفح ويطلب القرب وتكون الأنثى ( ريحانة ) تطلب البعد وعدم الاقتراب .

( أحبك يا ريحانة لا تقتليني بحق الله ) ، ( ريحانتي ، حبيبتي ، سأطلّق سمية من أجل أن يهنأ خاطرك
العزيز ) ،-( ماذا تريدين ؟ ، ماذا أفعل كي أكفّر عن ذنبي ؟  ، كيف أرضيكِ حبيبتي ؟ ) .


( استبد الوحش الكاسر فيها فغرست مخالبها في قلبي فأدمته ونهشت بأنيابها فؤادي فجرحته وأنا أتجرع الغصص مستسلماً لعلها تفق من جنونها الأعمى حتى أرغمتني على ضربها يوماً حينما صرحت برغبتها في الطلاق كي تتزوج من رجل آخر ، استفزت غيرتي ، أشعلت نيران غضبي ، فانهالت كفي على خدها صفعاً وأنا أرتعد حنقاً ، تحجر قلبها فغدا كالصخر قاسياً ، صلداً ، أعمتها الغيرة وشوّهت كل معالم روحها الجميلة ، لكني لم أبرئ من داء حبها الجارف أبداً ، أرغب فيها، أشتعل شوقاً لوصالها وهي في صد ونفور ، تشهر بوجهي حمم غيظها وكرهها بلسان سليط لاذع ، جفت نداوته ، أبكي مقهوراً وأستجديها محزوناً ).

( نفرت من سمية وكرهت صاحبي ( أبو حسين ) وانزلقت في تفكير سلبي أخذني إلى قاع جهنم ، حاولت استرضاء ريحانة بكل ما أملك من جهد وطاقة لكنها بترت كل خيوط الوصال ، فهي تصر على أن فعلتي خيانة وأنا أبرر موقفي شرعياً فحبي وقلبي لها وحدها بينما سمية لا تمتلك إلا الصورة والوهم ، وطالبتني بالطلاق ولا تدري أنها تطعنني بخنجر مسموم ألف مرة ) ، ( اقطع رجاءك فيّ وانسف الأمل فما عدت أطيقك بعد هذه الفعلة الدنيئة أو أثق بك بعد اليوم ) ، ( لو قطعتني إرباً إرباً، فلن أرجع إليك أبداً ) ، (  لن يضمنا بيتاً واحداً بعد اليوم ) .

·         الطلاق :

( أهملتها سنة كاملة لعلها تندم وتتراجع لكني وجدت نيران حقدها تصطلي وإصرارها على الطلاق أشد
 وأنكى ) ، ( ولي أمل أنها قد تثب إلى رشدها يوماً وتعود لي كما خلتها في سالف الزمن، نوارة عمري ، قنديل ليلي ، بيد أن أحلامي ذهبت أدراج الرياح ) ، ( وقد تركت سمية لأرضي ريحانة، لأستردها غزالة ترمح في فيحاء حياتي بجمالها الأخاذ ، بدلالها الساحر ، إلا أنها هربت من يدي وحلّقت بعيداً ، بعيداً عن مداري ، لبثتُ أنتظرها على قلق ، وأترقبها بلهفة لكنها خلعتني بقسوة وجفاء ، فمكثت بعد غيابها أبكي على
الأطلال ! ) .

إن الكاتبة وعبر شخصية ( ريحانة ) ربما أرادت أن ترفع صوت الأنثى لكي لا تترك حقها وبعبارةٍ أخرى لقد جعلتها تنتفض بوجه الظلم وأن لا تترك حقها في أي زاويةٍ وفي أي مسألةٍ .. .

إن النهاية حزينةٌ لكلا الطرفين ( ريحانة ) و ( سمية ) ويحق لنا أن نقول : ما بني على الباطل فهو باطل وإن صوره البعض حقاً وألبسه ثوب الدين .




الكاتب | جمال الناصر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق