كلمات

كل يوم أراني ألتحف التراب ، فأقتني بؤسي كما هي الأشياء صامتة ..

الجمعة، 21 أكتوبر 2011

المكافاة


المكافاة

يوماً متعباً ، فتح الباب بأنامله المرهقة أدار محرك السيارة متوجها إلى عياله ، عصافير بطنه تزقزق من الجوع ، توقف فجأة :
    إنها امرأة في طرف الشارع الأيمن للمستشفى بين هذا الصقيع والشمس تلتهب .
    أسرعت في غفلة منه وركبت في الكرسي الأمامي .
    ارتبك تجمدت قدماه من تصرفها وعلى الفور ضغط على البنزين بدون شعور كالمغمى عليه أوأصابه المس قائلا : أين
تريدين ؟.
     _ عند مشويات ريما في أول الطريق .
     _ حسنا .
    تذكر زوجته الغالية إنها الآن تعد الغذاء والأطفال ينتظرون قدومه على أحر من الجمر .
    مررت يديها بشبق مفرط فوق صدرها المنتفخ تريد إشعال غريزته الجنسية .
    ذات نظرة مستغربة تعرى صدرها ، فخذها ، قائلة :
     _ إن الجو حار .         
    تأرجحت الكلمات عبر شفتيه .
     _ أجل .        
    وضعت رأسها فوق صدره فانتهرها بعصبية مهذبة الأحرف .
     _ أختي ، كل هذه الحركات لن تجدي نفعا ، إنني توقفت من أجل خدمتك وليس لي غرض والله يشهد .
    بوقاحة أنثوية يشوبها الخبث هزت صدرها العاري ....
     _ لا يضر أن تأخذ مكافأة عملك .
     _ ما هي المكافأة برأيك .
     _ خذنا إلى أقرب مكان يتيح لنا ممارسة الحب فيه .
     _ أشرقت ابتسامة خجولة بداخله ، هاهاهاها حب .
_ حسنا ، ولكن بشرط .. ؟
    أفصحت عيناها عن نشوة جارفة ... .
     _ ما هو شرطك ؟.
    نذهب إلى حيث لا يرانا أحد .
     _ شرط سهل .
    مشى على وصفها وإذا به أمام مزرعة خضراء جميلة ، ذات نسيم عليل .
    أشارت فلندخل تلك الخربة هناك .
    وصلا كل منهم يحمل خطواته ....
    ضحكت وهي تخلع ملابسها تناديه مالك واقف تعال ألا يستحق جسدي .
    مفاصله ترتجف كطفل .
     _ أنت لم تفي بوعدك .
     _ أي وعد .
     _ ألم نتفق بان نكون لوحدنا .
     _ أجل ، لا يوجد معنا أحد.
    نزلت قطرات من الدمع عبر وجنتيه الحزينتين لواقع هذه المرأة .
     _ إن الله سبحانه وتعالى يرانا .
     _ حسنا .      
     تألمت ، وقعت كلماته كالسيف، باذرت تلبس ثيابها في عجلة وانصرفت ركب سيارته عائدا إلى منزله بعد أن تنفس الصعداء داعياً لها بالهداية.
    استقبلته زوجته على الباب .
     _ أهلا حبيبي يعطيك الله العافية ، إن الغذاء جاهز .
     _ حسنا حبيبتي ، سأغير ملابسي وألحق بكم .
    جلس أبو ولاء على المائدة وبجانبه زوجته وهما يتأملان أولادهما والابتسامة تعلو الشفتين .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق