المكافاة
يوماً متعباً ،
فتح الباب بأنامله المرهقة أدار محرك السيارة متوجها إلى عياله ، عصافير بطنه
تزقزق من الجوع ، توقف فجأة :
إنها امرأة في طرف الشارع الأيمن للمستشفى
بين هذا الصقيع والشمس تلتهب .
أسرعت في غفلة منه وركبت في الكرسي الأمامي .
ارتبك تجمدت قدماه من تصرفها وعلى الفور ضغط
على البنزين بدون شعور كالمغمى عليه أوأصابه المس قائلا : أين
تريدين ؟.
_ عند مشويات ريما في أول الطريق .
_ حسنا .
تذكر زوجته الغالية إنها الآن تعد الغذاء
والأطفال ينتظرون قدومه على أحر من الجمر .
مررت يديها بشبق مفرط فوق صدرها المنتفخ تريد
إشعال غريزته الجنسية .
ذات نظرة مستغربة تعرى صدرها ، فخذها ، قائلة
:
_ إن الجو حار .
تأرجحت الكلمات عبر شفتيه .
_ أجل .
وضعت رأسها فوق صدره فانتهرها بعصبية مهذبة
الأحرف .
_ أختي ، كل هذه الحركات لن تجدي نفعا ،
إنني توقفت من أجل خدمتك وليس لي غرض والله يشهد .
بوقاحة أنثوية يشوبها الخبث هزت صدرها العاري
....
_ لا يضر أن تأخذ مكافأة عملك .
_ ما هي المكافأة برأيك .
_ خذنا إلى أقرب مكان يتيح لنا ممارسة الحب
فيه .
_
أشرقت ابتسامة خجولة بداخله ، هاهاهاها حب .
_ حسنا ، ولكن
بشرط .. ؟
أفصحت عيناها عن نشوة جارفة ... .
_ ما هو شرطك ؟.
نذهب إلى حيث لا يرانا أحد .
_ شرط سهل .
مشى على وصفها وإذا به أمام مزرعة خضراء
جميلة ، ذات نسيم عليل .
أشارت فلندخل تلك الخربة هناك .
وصلا كل منهم يحمل خطواته ....
ضحكت وهي تخلع ملابسها تناديه مالك واقف تعال
ألا يستحق جسدي .
مفاصله ترتجف كطفل .
_ أنت لم تفي بوعدك .
_ أي وعد .
_ ألم نتفق بان نكون لوحدنا .
_ أجل ، لا يوجد معنا أحد.
نزلت قطرات من الدمع عبر وجنتيه الحزينتين
لواقع هذه المرأة .
_ إن الله سبحانه وتعالى يرانا .
_ حسنا .
تألمت ، وقعت كلماته كالسيف، باذرت تلبس
ثيابها في عجلة وانصرفت ركب سيارته عائدا إلى منزله بعد أن تنفس الصعداء داعياً
لها بالهداية.
استقبلته زوجته على الباب .
_ أهلا حبيبي يعطيك الله العافية ، إن
الغذاء جاهز .
_ حسنا حبيبتي ، سأغير ملابسي وألحق بكم .
جلس أبو ولاء على المائدة وبجانبه زوجته وهما
يتأملان أولادهما والابتسامة تعلو الشفتين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق