آه أمي
بين
قسمات الليل سامرت تلك اللحظات الملائكية وسط صومعة العروج الترابي .
تدغدغ جوارحي قطرات الندى .
جائت دقائق الشوق ملتهبة الخطى أخذت خطاب
التوجيه من الدكتور جمال عبد القادر فتوجهت مباشرة إلى مدرسة المأمون المتوسطة
وخطاي مثقلة بالوجع .
سلمته للوكيل ... نظر فيه مخاطباً :
_
أخي للأسف الشديد لا توجد لدينا إمكانية في قبول طلبك .
رجعت وبوارق الأسى تتفجر من شفتي .
في الجامعة أشرقت آيات البهجة ميمونة بنفسي
المتعبة .
ذهبت متسربلاً بالتفائل إلى مدرسة الإمام علي الابتدائية ولكن دون جدوه فقد رفض
طلبي .
توهج اليأس عبر أعماقي فانصهرت عظامي .
كان الفرج متعلقاً بأذيال الشفق حيث توجت
آهاتي بالموافقة فقبلت في مدرسة عبد بن الزبير المتوسطة .
الجامعة تمثل الدعامة الأولى للرقي بالمجتمع
فما بالك إذا رأيت العقلية الجامعية تسبح في مستنقع الإهمال تفرش سجادتها الخشبية
واقفة والإمام ساجد .
أتكون كرامة الإنسان المعلم من تسجد العقول
فوق راحتيه لتصلي الفجر بإمامة العلم والمعرفة .
شمرت عن ساعدي أمام الأستاذ يعقوب عندما دار
النقاش عن وضع الثقافة والمثقف في الدول العربية فبادرته متفوهاً :
_
انظر إلى المناهج التعليمية إنها لا تحمل أي لون من الوان التفكير المبدع ، حينما
أطلقت روسيا القمر الصناعي سابقة أمريكا غضب الرئيس الأمريكي آنذاك فاستدعى
المسؤلين القائمين على العملية وبعد البحث
والتحقيق
توصلوا إلى أن الخلل يكمن في سياسة المناهج التعليمية وما
تصبوا
إليه وعلى الفور أمر بتغيير المناهج .
أستاذي الفاضل إن السب الحقيقي يسكن في
المعلومة التي يتلقاها العقل العربي في مراحل نموه المعرفي .
_
كما قلت لك إن الوضع مخزي ويشعر بالإحباط .
دق الهاتف :
_
ألو .
_
السلام عليكم ،كيف الحال .
_
عليكم السلام ، الحمد لله .
_
هل داومت في المدرسة ؟.
_
نعم .
_
المهم ابن أختي أمك اليوم أصابتها وعكة صحية ونقلناها للمستشفى .
_
خير إنشاء الله .
_
ووووتوفت .
_
نعم ، ماذا تقول ..
_
هذا أمر الله .
_
لا إله إلا الله ، ماذا أفعل أنا في الأحساء ؟.
_
حاول الاستئذان من المدير غداً .
إنشاء
الله .
_
مع السلامة .
_
مع السلامة .
أماه…
ما لهذا الهزار لا يطرب الأسماع تغريدا وشقائق النعمان من شفتيك ذابلة ؟.
أماه…
طفل قلبي معفر الخدين بين الثلج واللهيب .
أماه
… قبليني وامسحي بالحب رأسي .
أماه
… جئتك حاسر الأحلام أستنشق من شذا عينيك نبض الحياة .
أماه…
قومي مزقي الأكفان وانفضي عنك غبار الموت قاسميني الآه أمي داويني .
_
ولدي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق