حبيبتي
طرق الباب ، وقفت تتأمل خطواتها المرتعشة .
صوب
نظره متشوقاً يلامس الوجه القريب البعيد .
مرت
الأيام وفادي يرشف الحرمان كل لحظة فلا ترى مقلتيه النوم ، لم يكن لديه وسيلة تخفف
وطأت الجرح المتوقد بأعماقه سوى اليراع ، ينسج عبر شواطئه الباردة ما يثور بخاطره
من ألم وحسرة .
ذات
هزيع من الليل ، جلس يلملم الأوراق المتناثرة ، طلاسم إغريقية الهوى ، يداعب وهج
معشوقته، يقبل ثديها متفوهاً :
_ آه
، ما أحلى ثديك العسلي .
أطلت
وفي العينين العميقتين سحر تتشربه النفس أنغاماً إسطورية .
اصطكت
الأفخاذ حينما استقرت بجانبه ، السكون ، همس النظرات كانت اللغة المشتركة بينهم .
قال
الشاعر :
وتعطلت
لغة الكلام وخاطبت
عيني
في لغة الهوى عيناك
تمعرت
المبادئ ، توارى خلفها جهل فاقع السواد ،كلما غدوت في الوطن العربي مترحلاً صرمتك
الأحرف العوجاء .
تدحرجت
دموعه الخضراء كالشمس عندما تؤول للغروب .
هذه
" جنين " مذبحة تضاف إلى مسلسل المذابح البشرية على أيدي الصهاينة
الغزاة .
بكى
والحروف ذابلة بين أنامله تعامق " جنين " الطفلة البريئة وهي تنادي ...
فلسطين .
أمسك
اليراع ... كاتباً :
جنين فوق ضوء الشمس
تمشي
حبيبتي
يلفها
غروب الشمس
تكتب
في اللون القادم من " جنين "
حبيبتي
فلسطين
تقبل
طفلاً
يعانق
جثة أمه "جنين"
فتعانق
فيه تراب فلسطين
عانقني
حبيبتي
عانقني
فلسطين
وسط
ألحان النسيم العليل ، قبل يدها متفوهاً :
_
حبيبتي .
أجابته
في خجل الأنثى .
_
حبيبي .
ما
أجمل العشيقان وهما يتسامران .
_
وفاء .
_
نعم .
دعينا
نتحدث عن مستقبلنا .
_
مستقبلنا .
_ آه
، طالما حلمت به .
_
متى نتزوج وتنتهي المعانات .
_
حبيبتي ، الحمد لله الذي جمعنا ، إنه قادر على تسخير كل العواقب لصالحنا ، المهم
أن نبقى معاً .
_
إنشاء الله ، لن نفترق ، هذا وعد .
تقلصت
النسمات الربيعية مستقبلة أوراق الخريف .
تحدث
علي مع والده طالباً منه تحديد موعد الزفاف .
يبست
عظامه ، فقد رفض والده الحدث في الموضوع نهائياً .
انتفضت
جوارحه معلنة الثورة .
تقاذفته
الأمواج هنا وهناك ، أقسم أن يتحدى كل من يقف بوجهه مهتدياً بفكره وإرادته
الفولاذية قائلاً :
_
توكلت على الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق