كلمات

كل يوم أراني ألتحف التراب ، فأقتني بؤسي كما هي الأشياء صامتة ..

الجمعة، 21 أكتوبر 2011

حبيبتي


حبيبتي

طرق الباب ، وقفت تتأمل خطواتها المرتعشة .
صوب نظره متشوقاً يلامس الوجه القريب البعيد .
مرت الأيام وفادي يرشف الحرمان كل لحظة فلا ترى مقلتيه النوم ، لم يكن لديه وسيلة تخفف وطأت الجرح المتوقد بأعماقه سوى اليراع ، ينسج عبر شواطئه الباردة ما يثور بخاطره من ألم وحسرة .
ذات هزيع من الليل ، جلس يلملم الأوراق المتناثرة ، طلاسم إغريقية الهوى ، يداعب وهج معشوقته، يقبل ثديها متفوهاً :
_ آه ، ما أحلى ثديك العسلي .
أطلت وفي العينين العميقتين سحر تتشربه النفس أنغاماً إسطورية .
اصطكت الأفخاذ حينما استقرت بجانبه ، السكون ، همس النظرات كانت اللغة المشتركة بينهم .
قال الشاعر :
وتعطلت لغة الكلام وخاطبت
عيني في لغة الهوى عيناك
تمعرت المبادئ ، توارى خلفها جهل فاقع السواد ،كلما غدوت في الوطن العربي مترحلاً صرمتك الأحرف العوجاء .
تدحرجت دموعه الخضراء كالشمس عندما تؤول للغروب .
هذه " جنين " مذبحة تضاف إلى مسلسل المذابح البشرية على أيدي الصهاينة الغزاة .
بكى والحروف ذابلة بين أنامله تعامق " جنين " الطفلة البريئة وهي تنادي ... فلسطين .
أمسك اليراع ... كاتباً :

جنين فوق ضوء الشمس
تمشي
حبيبتي
يلفها غروب الشمس
تكتب في اللون القادم من " جنين "
حبيبتي
فلسطين
تقبل طفلاً
يعانق جثة أمه "جنين"
فتعانق فيه تراب فلسطين
عانقني
حبيبتي
عانقني
فلسطين

وسط ألحان النسيم العليل ، قبل يدها متفوهاً :
_ حبيبتي .
أجابته في خجل الأنثى .
_ حبيبي .
ما أجمل العشيقان وهما يتسامران .
_ وفاء .
_ نعم .
دعينا نتحدث عن مستقبلنا .
_ مستقبلنا .
_ آه ، طالما حلمت به .
_ متى نتزوج وتنتهي المعانات .
_ حبيبتي ، الحمد لله الذي جمعنا ، إنه قادر على تسخير كل العواقب لصالحنا ، المهم أن نبقى معاً .
_ إنشاء الله ، لن نفترق ، هذا وعد .
تقلصت النسمات الربيعية مستقبلة أوراق الخريف .
تحدث علي مع والده طالباً منه تحديد موعد الزفاف .
يبست عظامه ، فقد رفض والده الحدث في الموضوع نهائياً .
انتفضت جوارحه معلنة الثورة .
تقاذفته الأمواج هنا وهناك ، أقسم أن يتحدى كل من يقف بوجهه مهتدياً بفكره وإرادته الفولاذية قائلاً :
_ توكلت على الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق